شاركت دولة قطر، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر التعهدات السنوي لعام 2026 للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الذي انعقد بجنيف.
مثل دولة قطر في المؤتمر، السيدة جوهرة بنت عبدالعزيز السويدي، نائب المندوب الدائم بالوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
تقدير دولي
وأعربت السويدي، في كلمة دولة قطر خلال المؤتمر، عن تقدير دولة قطر العميق للجهود الكبيرة التي بذلها سعادة السيد فيليبو غراندي خلال قيادته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على مدى السنوات العشر الماضية، وما قدمه من إسهامات متميزة في تعزيز حماية اللاجئين وتنسيق العمل الإنساني الدولي، معربة عن تمنيات دولة قطر له بالتوفيق في مهامه المستقبلية.
وأضافت أن النداء العالمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لعام 2026 يوضح أن أزمة اللاجئين والنازحين التي يواجهها عالمنا اليوم ما زالت قائمة، حيث يحتاج أكثر من 136 مليون شخص إلى المساعدة والحماية بنهاية عام 2026، مؤكدة أن هذه الأزمة تتزامن مع وجود تحديات عديدة من أبرزها استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية للاجئين والنازحين بسبب الصراعات الجديدة، والفشل في حل الأزمات طويلة الأمد، والأزمة المالية التي تواجه الأمم المتحدة ووكالاتها وصناديقها المختلفة ومن ضمنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مما يهدد استمرارية البرامج الأساسية المنقذة للحياة.
وشددت على أهمية مواصلة تعزيز التضامن الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح واللجوء، وتوفير الموارد الكافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، ودعم الدول المستضيفة، والعمل على إيجاد حلول دائمة ومستدامة للاجئين، مؤكدة أن تحقيق السلام ووقف النزاعات يمثلان السبيل الأفضل لإنهاء معاناة ملايين النازحين واللاجئين حول العالم.
شراكة استراتيجية
وأوضحت أن دولة قطر تحرص على ترسيخ شراكتها الاستراتيجية مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشيرة إلى عقد أول حوار استراتيجي رفيع المستوى بين الجانبين في مايو الماضي، والذي أسفر عن توقيع ثلاث اتفاقيات، الأولى لتقديم 8 ملايين دولار أمريكي لدعم ميزانية المفوضية لعامي 2025–2026، والثانية بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي لدعم البرنامج الصحي للمفوضية في الأردن لتمكين اللاجئين السوريين من الحصول على الرعاية الصحية، والثالثة لتقديم مساعدات نقدية لنحو 2500 شخص من الفئات الأكثر ضعفا في اليمن.
وأشارت السويدي إلى استمرار مساهمات دولة قطر في دعم اللاجئين والنازحين والتخفيف من معاناتهم في جميع أنحاء العالم دون أي تمييز، إلى جانب جهودها الدبلوماسية والوساطات الإنسانية الرامية إلى الحد من النزاعات وتعزيز السلام، لافتة إلى أنه انطلاقا من الموقف الثابت لدولة قطر تجاه القضية الفلسطينية وفي أعقاب توقيع وثيقة إنهاء الحرب في غزة خلال قمة شرم الشيخ، تم تسيير جسر جوي وبري دعمًا للشعب الفلسطيني الشقيق، واستجابةً للاحتياجات الطارئة، وللتخفيف من معاناة الأسر المتضررة.
وقالت نائب المندوب الدائم بالوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، إن شهر يناير الماضي شهد افتتاح مدينة الأمل السكنية في شمال سوريا لإيواء المتضررين من الأزمات، بالشراكة بين قطر الخيرية وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، لتوفر سكن كريم لمئات الأسر النازحة والعائدة إلى سوريا.
مساعدات عاجلة
وأضافت أنه في السودان، أطلقت دولة قطر عبر صندوق قطر للتنمية مبادرة إنسانية في إقليم وداي شرق تشاد لمساعدة نحو 2000 أسرة لاجئة من المتضررين من الحرب، كما وقّعت في أكتوبر 2024 اتفاقية مع المفوضية بقيمة مليوني دولار أمريكي لتقديم مساعدات أساسية في جنوب السودان لنحو 240 ألف شخص فرّوا من الصراع في السودان، وأشارت إلى أن دولة قطر قدمت أيضا شحنة جديدة من المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية.
كما أوضحت أنه في أوكرانيا، وقعت دولة قطر ممثلة بصندوق قطر للتنمية اتفاقية مع مفوضية اللاجئين في سبتمبر الماضي بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي لإعادة تأهيل البنية التحتية الاجتماعية، مشيرة إلى أن دولة قطر تواصل جهودها في لمّ شمل الأطفال المتأثرين بالنزاع مع أسرهم.
وأشارت السويدي إلى أنه في يوليو الماضي، نجحت الوساطة القطرية في التوقيع على إعلان مبادئ الدوحة بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/حركة 23 مارس، في خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والأمن وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم بأمان وكرامة، منوهة إلى أنه في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز الأوضاع الصحية في مخيمات اللاجئين الروهينغا بمنطقة كوكس بازار، والتي تستضيف أكثر من مليون لاجئ يواجهون ظروفا معيشية وإنسانية قاسية، أطلقت دولة قطر في شهر أغسطس الماضي مشروعا إنسانيا جديدا يهدف إلى تحسين وتوسيع جودة الخدمات الصحية في المستشفى الميداني للاجئين الروهينغا في بنغلاديش، بما يضمن استمرارية تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة للاجئين والمجتمعات المضيفة.
وجددت السيدة جوهرة بنت عبدالعزيز السويدي نائب المندوب الدائم بالوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، في ختام كلمتها، تأكيد دولة قطر التزامها الراسخ بالقيم الإنسانية المشتركة، ودعم العمل الإنساني المتعدد الأطراف، وتعزيز الشراكات التي تصون الكرامة الإنسانية وتوفر الحماية وتدعم الحلول المستدامة للاجئين والنازحين في جميع أنحاء العالم.
