أعلن صندوق قطر للتنمية، اليوم، أنه موّل مشاريع في الدول النامية، بأكثر من 530 مليون دولار خلال عام 2020، عبر مساعدات إنسانية وتنموية، توزعت على عدة قطاعات أساسية، هي قطاعا التعليم والصحة، وقطاع التمكين الاقتصادي، والبنية التحتية، والتغير المناخي.
جاء ذلك في التقرير السنوي للصندوق لعام 2020، والذي استعرض فيه مواصلة عطائه وجهوده في دعم قضايا التنمية والإغاثة في الدول النامية الشقيقة والصديقة، ومد يد العون والمساعدة لها.
وقال التقرير إنه "تنفيذا لتطلعات دولة قطر قيادة ومؤسسات ومجتمعا لإغاثة الشعوب والمحتاجين في جميع أنحاء العالم، وعلى مدار السنوات الماضية تضاعفت جهود الدول والمنظمات الإغاثية والتنموية لمساعدة شعوب الدول النامية والمنكوبة، ولعل دور دولة قطر كان واضحا وأساسيا من بين تلك الجهود حول العالم".
وأوضح أن صندوق قطر للتنمية، هو واجهة دولة قطر في دعم تلك الشعوب عن طريق توفيـر كل الأدوات المالية والبرامج لتحقيق التنمية الشاملة في العالم.
مساعدات إنسانية وتنموية
وقال سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري المدير العام لصندوق قطر للتنمية، في كلمة تضمنها التقرير، "إن صندوق قطر للتنمية بالإنابة عن دولة قطر تمكن من تمويل مشاريع بأكثر من 530 مليون دولار خلال عام 2020، شملت المساعدات الإنسانية والتنموية، وتوزعت على عدة قطاعات أساسية، وهي قطاع التعليم، قطاع الصحة، وقطاع التمكين الاقتصادي، والبنية التحتية، والتغير المناخي، وسعى الصندوق بتركيزه على هذه القطاعات إلى تعزيز دوره في التنمية البشرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وصولا لرؤيته وهي إعطاء الأمل وتعزيز السلام والعدالة من خلال التنمية المستدامة والشاملة".
وأضاف أن نصيب مساعدات الصندوق للتعليم بلغ ما يزيد على 120 مليون دولار أمريكي، وأما الصحة فقد بلغت ما يزيد على 100 مليون دولار أمريكي.
وتجدر الاشارة إلى أن أهم مبادرات التنمية الدولية والمساعدات الإنسانية والإنجازات التي حققها صندوق قطر للتنمية خلال عام 2020 ركزت على جهود المساعدات الدولية لمواجهة جائحة كورونا /كوفيد - 19/، فبناء على توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تحركت دولة قطر منذ بداية الجائحة لتقديم الدعم للدول المحتاجة للمساعدة وتدعيم قدرتها للتصدي لهذا الوباء.
وأوضح التقرير أن الصندوق قدم بالنيابة عن دولة قطر أكثر من 247 طنا لـ28 دولة حول العالم، وتم بناء 6 مستشفيات ميدانية، بالإضافة إلى تعهد دولة قطر لمنظمة الصحة العالمية بـ10 ملايين دولار، والتزام دولة قطر بتقديم 10 ملايين دولار بالشراكة مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في العالم.
مشاريع مختلفة
وأشار إلى أن صندوق قطر للتنمية قام في سنة 2020، بتمويل أحد مشاريع الشريك الإستراتيجي مؤسسة التعليم فوق الجميع وGAVI في نيجيريا، ويهدف إلى بناء مجتمع صحي ومتعلم، يسعى من خلال هذا التمويل إلى تقديم اللقاحات إلى أهالي الأطفال المحرومين من التعليم، كالأمهات الحوامل والإخوة دون سن الثانية، بالإضافة إلى أنشطة مصاحبة أخرى مثل نشر الرسائل الصحية والتوعوية في مدارس المشروع المستهدفة والمجتمع المدني.
أما فيما يخص المساعدات الإنسانية، فقدم صندوق قطر للتنمية مساعدات إنسانية عاجلة للسودان، لبنان، الفلبين وسوريا، كما قدم مساعدات في شكل منتجات مختلفة أكثر ابتكارا، منها صندوق "العيش والمعيشة" بالتعاون مع /مؤسسة بيل جيتس/ و/البنك الإسلامي للتنمية/ وشركاء آخرين، بالإضافة إلى المشاركة في تمويل صناديق أخرى مثل صندوق التمويل العالمي للنساء والأطفال والمراهقين (GFF).
ولفت التقرير السنوي لصندوق قطر للتنمية لعام 2020، إلى العديد من أشكال التعاون مع الأمم المتحدة وتبني تنفيذ ودعم أهداف التنمية المستدامة، مبينا استمراره في العمل مع الأمم المتحدة والمانحين الدوليين للوصول إلى الأهداف المرجوة، عن طريق توفير دعم مرن للعديد من منظمات الأمم المتحدة، والعمل مع منظمات كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسيف، ووكالة الأونروا. وتجدر الإشارة إلى أن صندوق قطر للتنمية يعتبر من الداعمين الرئيسيين للأمم المتحدة، وتركز مساعداته على الدول العربية ودول الشرق الأوسط وبخاصة على القضية الفلسطينية والأزمات السورية واليمنية، فمنذ العام 2016 تعهدت دولة قطر سنويا بمبلغ 100 مليون دولار لصالح الشعب السوري.
اتفاقية تعاون
وأشار التقرير فيما يخص قضايا التغير المناخي، إلى تعهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، بتقديم 100 مليون دولار أمريكي لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نموا في معالجة آثار تغير المناخ ومتابعة التنمية المستدامة. وفي هذا السياق وقّع صندوق قطر للتنمية اتفاقية تعاون مع المعهد العالمي للنمو الأخضر، لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نموا في سبيل خلق فرص عمل خضراء وتطوير الصناعات الخضراء فيها ودعم القطاع الزراعي لدعم الأمن الغذائي في هذه الدول.
مبادرات قطرية
وفيما يخص القطاع الصحي العالمي كان للصندوق العديد من الإنجازات بدءا من تشغيل مستشفى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لإعادة التأهيل والأطراف الصناعية في غزة، وبالتعاون مع وزارة الصحة العامة في دولة قطر، كما أجرى الأطباء القطريون عمليات زراعة قوقعة الأذن، كما أن هناك مبادرة "قطر تصنع الرؤية" التي تستهدف مرضى العيون في كل من الهند وبنغلادش. ومن ضمن أهم المبادرات خلال العام الماضي أيضا مبادرة /كويست الصحة/ التي تم خلالها تقديم عدد من البرامج الصحية لدعم اللاجئين السوريين والنازحين داخل سوريا والدول المستضيفة.
وكان لاستمرار الدعم الذي قدم عن طريق مبادرة /كويست التعليم/ لمشاريع النازحين واللاجئين السوريين داخل سوريا وخارجها أثر واضح في الحفاظ على استمرارية التعليم عالي الجودة في تلك المشاريع واستمرار عملية التعلم للمتعلمين. فعلى سبيل المثال، يساهم الصندوق في تقديم المنح الدراسية الجامعية للاجئين السوريين في تركيا والذي ينفذ عن طريق برنامج الفاخورة لمؤسسة التعليم فوق الجميع في خمس دول.
ومن خلال الشراكة الإستراتيجية لصندوق قطر للتنمية مع مؤسسة التعليم فوق الجميع في التعليم، تنفذ المؤسسة من خلال برنامجها /علم طفلا/، مشاريع تعليمية في عدة دول مثل كمبوديا، السودان، ولبنان. وفي هذا الشأن، وقّع الصندوق مذكرات تفاهمية مع وزارات التعليم في تلك الدول. بالإضافة إلى تمويل مشروع مالي التعليمي.
وفيما يخص قطاع التمكين الاقتصادي، فقد بلغ حجم المساعدات 29,125,618 دولارا أمريكيا، ومن بين أهم مشاريع هذه المساعدات بدء أعمال الرصف لطرق مقديشو، وبرنامج الشتاء لصالح اللاجئين السوريين مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وخلق فرص العمل للاجئين السوريين مع /منظمة سبارك/.
وعلى مدار السنوات الماضية تضاعفت جهود الدول والمنظمات الإغاثية والتنموية لمساعدة الشعوب، وتلك التي تعاني من الآثار المدمرة للحروب والكوارث الطبيعية، ولعل دور دولة قطر كان واضحا وأساسيا في تلك الجهود حول العالم.
ولايزال الصندوق اليوم يستكمل رحلة العطاء لتحقيق رؤيته: "إعطاء الأمل وتعزيز السلام والعدالة من خلال التنمية المستدامة والشاملة" ومواجهة الصعوبات التي يعاني منها العالم من خلال مساعدة الدول الأقل نموا.