ثمنت سعادة السيدة كايا كالاس الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية الدور المحوري الذي تلعبه دولة قطر في جهود الوساطة الدولية الفاعلة والهادفة إلى حل النزاعات دوليا، وذلك في وقت يشهد فيه العالم أكثر من 60 صراعا.
وقالت سعادتها في جلسة عقدت تحت عنوان "الوساطة في زمن التفكك" ضمن أعمال منتدى الدوحة، إن الوساطة القطرية تمثل نموذجا مهما لحماية القانون الدولي ومنظومة القواعد الدولية والتي تعتبر الضمانة الأساسية لحماية الدول الصغيرة ومنع تكرار الحروب والصراعات.
واستعرضت المسؤولة الأوروبية في مداخلتها النقاشية خلال الجلسة العلاقة الحالية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وقالت إن الولايات المتحدة لا تزال الحليف الأكبر والأقرب لأوروبا وأن التحالف بين الطرفين ثابت وقائم رغم الخلافات في بعض الملفات ورغم الانتقادات الموجهة لأوروبا بتراجع دورها عالميا خصوصا ما يتعلق بضرورة تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على مواجهة روسيا بثقة أكبر.
وأشارت إلى أن الاستراتيجية الأمريكية تحدثت عن "تآكل الحضارة الأوروبية" و"تقويض الديمقراطية" في بعض الدول، مشددة على ضرورة أن يتم تناول هذه الانتقادات ضمن سياقها السياسي، واعتبارها دعوة لأوروبا كي تعتمد على نفسها بصورة أوسع في أمنها ودفاعها.
وفي إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، أكدت على ضرورة توفير ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا، مؤكدة أن الحرب لا يمكن أن تنتهي "إذا ترك المعتدي قادرا على مواصلة تمويل عملياته".
ولفتت إلى أن أوروبا تمتلك أدوات قوة مؤثرة في مواجهة روسيا ومنها العقوبات الاقتصادية، ولكن في المقابل لا يجب أن تقلل أوروبا من قدرة روسيا الاقتصادية ولا أن تبالغ في تقدير قوتها.
وأعربت المسؤولة الأوروبية عن ترحيب الاتحاد الأوروبي بأي مسار يساعد على تحقيق سلام عادل ومستدام في العالم، مؤكدة أن جهود الوساطة التي تبذلها قطر عالميا تمثل قيمة مضافة مهمة في عالم يشهد تغيرا كبيرا في توازنات النظام الدولي.
وقالت إن الدبلوماسية التقليدية ضرورية، لكن أدوات الوساطة المتقدمة بما فيها جهود دول صغيرة وفاعلة مثل قطر أصبحت جزءا أساسيا من صناعة السلام.
وقالت إن بناء سلام دائم يتطلب مقاربة مجتمعية شاملة تشارك فيها كل الأطراف، بما في ذلك النساء، حيث تشير الدراسات إلى أن وجودهن على طاولة المفاوضات يزيد فرص استمرار اتفاقيات السلام بنسبة 35 بالمائة.
وفي ختام مشاركتها في الجلسة النقاشية اعتبرت المسؤولة الأوروبية أن العالم يقف اليوم أمام لحظة مفصلية، وأن الحفاظ على القانون الدولي ومنع مكافأة المعتدين يعدان الشرطين الأساسيين لضمان مستقبل أكثر استقرارا.
