أكد سعادة الدكتور خالد بن فهد الخاطر، مؤسس ورئيس مؤسسة نيو جراوند للأبحاث، أن إعلان غرناطة لمكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، الذي جرى إطلاقه في منتدى الدوحة 2025، يضع إطارا تأسيسيا لمكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية سويا.
وقال سعادته خلال مؤتمر صحفي، عقب جلسة تم خلالها إطلاق "إعلان عن غرناطة" ضمن أعمال المنتدى "إن إعلان غرناطة جاء نتيجة ثلاث سنوات من العمل، تخللتها مشاورات وجلسات مع العديد من الخبراء في المجالات السياسية والأكاديمية".
مكافحة الظاهرتين
وأضاف أن فكرة وضع إطار لمكافحة هاتين الظاهرتين سويا جاءت لأسباب متعددة، أبرزها، أن الإسلاموفوبيا ينظر إليها دائما بشكل مستقل، وتصاغ سياسات مكافحتها بشكل منفصل عن مكافحة معاداة السامية، وكذلك الحال بالنسبة لمعاداة السامية، كما أن هناك تصويرا بأن يوجد لدى المسلمين عداء كامن لليهود لكونهم يهودا، وكذلك تصوير أن لدى اليهود عداء كامن للمسلمين لكونهم مسلمين، وإعلان غرناطة يفند هذا التصوير الخاطئ الذي يكرس العداء لأغراض سياسية تضر بالمجتمعات المسلمة واليهودية.
د. خالد الخاطر: الإسلاموفوبيا المعاصرة تروج لسياسات وخطاب شبيه للذي تعرضت له الجاليات اليهودية في أوروبا
وتابع: "ظاهرة الإسلاموفوبيا المعاصرة تروج لسياسات وخطاب شبيه للذي تعرضت له الجاليات اليهودية في أوروبا، ولذلك هناك قواسم مشتركة بين الظاهرتين. وإعلان غرناطة يضع إطارا تأسيسيا لتوحيد الجهود لمكافحة هاتين الظاهرتين".
وأوضح سعادته أن إعلان غرناطة يتسق مع معايير حقوق الإنسان الدولية وأولويات الأمم المتحدة، ويقدم إطارا عمليا لتطبيق المبادئ بمجالات التعليم وحقوق الإنسان والسياسات الاجتماعية، كما يدعو الإعلان في مقدمته الحكومات والمؤسسات والشركات والمنظمات لتبني مبادئ الإعلان، والعمل على إدخاله في مختلف المجالات التعليمية والإعلامية والأطر التنظيمية والحقوقية والقانونية، حيث إن إعلان غرناطة هو الخطوة الأولى نحو تأسيس مقاربة دولية جديدة.
توحيد الجهود
وقد كان سعادة السيد ألبارو رينيدو زالبا، سفير مملكة إسبانيا لدى دولة قطر، تحدث في كلمة الافتتاح بالجلسة، حيث أكد على الحاجة الملحة لمعالجة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية في آن واحد، مشددا على أهمية تضافر الجهود العالمية للحد من الاستقطاب وبناء الجسور بين المجتمعات، "كما ترمز إليه مدينة غرناطة الإسبانية".
سيمونا كروشياني: إعلان غرناطة سيفتح آفاقا جديدة لاعتماد مقاربة مجتمعية متكاملة وشاملة لمكافحة جميع أشكال التمييز
ومن جانبها، قالت السيدة سيمونا كروشياني، ممثلة مكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة: "أؤكد أنني على يقين بأن إعلان غرناطة سيفتح آفاقا جديدة لاعتماد مقاربة مجتمعية متكاملة وشاملة لمكافحة جميع أشكال التمييز، كما سيعزز التعاون في تطوير استراتيجيات متماسكة وفعالة لمعالجة ظاهرتي الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية". وأكدت على دعمها الكامل لهذه المبادرة الرائدة.
كما شهدت الجلسة شرحا من عدد من الخبراء الذين شاركوا في صياغة الإعلان، حيث قال البروفيسور في جامعة أكسفورد برايان كلوغ، الزميل الفخري في الفلسفة الاجتماعية، إن "معاداة السامية وكراهية الإسلام مرتبطتان بشكل وثيق وتطفوان على السطح سويا ولذلك لابد من مواجهتهما سويا وإعلان غرناطة للمبادئ يوضح كيف يمكن تحقيق ذلك".
يذكر أنه بعد عقد عدد من الجلسات للمبادرة في الدوحة والتي نظمتها مؤسسة نيو جراوند للأبحاث للمبادرة، شهدت مدينة غرناطة الإسبانية في أبريل الماضي عقد مائدة مستديرة تمخضت عن مسودة مبادئ إعلان غرناطة. وجاء اختيار مدينة غرناطة لرمزيتها التاريخية بالنسبة للمسلمين واليهود بوصفها مثالا للتعايش والاستقرار والازدهار بين المجتمعات.
