دولار أمريكي 3.65ريال
جنيه إسترليني 4.9ريال
يورو 4.29ريال

متحف: المتحف العربي للفن الحديث يعلن عن توسعة كبرى لمبناه

17/12/2025 الساعة 22:50 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

أعلن متحف: المتحف العربي للفن الحديث، المؤسسة الرائدة عالميا في عرض الفن الحديث والمعاصر من العالم العربي، عن انطلاق عملية توسعة كبرى لمبنى المتحف، تقودها لينا الغطمة المعمارية اللبنانية العالمية، مؤسسة ومديرة شركة لينا الغطمة للعمارة في باريس، والمعمارية المصممة لجناح دولة قطر المستقبلي في جارديني ديلا بينالي في بينالي البندقية.

وتأتي هذه التوسعة على مراحل، تزامنا مع احتفاء متحف بمرور 15 عاما على تأسيسه، حيث دشنت أول مرحلة أمس، بافتتاح مكتبة جديدة مستوحاة من مفهوم المجلس، لتكون مساحة للحوار والقراءة، وهي مخصصة للمطبوعات حول الفن في المنطقة، وتتميز بأثاث مرن قائم على وحدات قابلة لإعادة التشكيل تبعا لاستخدامات مختلفة. وعلى المدى القريب، سيعاد تصميم مواقف للسيارات والساحة الخارجية لتصبح مرافق في استوديوهات للفنانين والمصممين العاملين في الخزف والزجاج والصوتيات والمنسوجات.

مركز عالمي

وتؤكد هذه التطورات مكانة متحف بوصفه المركز العالمي الأبرز لعرض ودراسة الفن العربي الحديث، وتمثل بداية مرحلة جديدة للمؤسسة، تتحول فيها إلى فضاء لإنتاج الأفكار والفنون وتطويرها.

وأعربت زينة عريضة، مدير متحف في تصريح اليوم، عن الاعتزاز بالاحتفاء بذكرى المتحف الخامسة عشرة من خلال افتتاح فصل جديد في تاريخ المتحف وتوسيع برامج متحف ومساحاته لتشمل استوديوهات للإقامة الفنية، وفضاءات للصناع، وورشا للخزفيات والزجاج، إضافة إلى برنامج إقامة فريد مخصص لفنون الصوت، ليتحول المتحف إلى وجهة يبدع فيها الفنانون.

ونوهت بأن هذه النقلة النوعية، ستسهم في إثراء تجربة الزوار، وتعميق التفاعل بين أفراد المجتمع، وترسيخ استثمار دولة قطر في تطوير البنية التحتية لاقتصادها الإبداعي المزدهر.

من جانبها، قالت لينا الغطمة، مؤسسة ومديرة شركة لينا الغطمة للعمارة في باريس: "يشرفني قبول هذا التكليف الاستثنائي، إذ أتيحت لي الفرصة لتصميم فضاءات جديدة في متحف: المتحف العربي للفن الحديث، هذه المؤسسة العزيزة والفريدة التي ستتطور لتغدو متحفا نشيطا للصناعة والتعلم، إلى جانب دورها التقليدي في العرض والاقتناء. وبالتوازي مع جناح قطر المستقبلي في جارديني ديلا بينالي في البندقية، ستقدم هذه التوسعة للعالم فضاء مميزا لعرض الفن والأفكار، ولا سيما تلك التي يقدمها فنانون من منطقتنا".

المرحلة الأولى

يشار إلى أن المرحلة الأولى من التوسعة، التي أنجزت مسبقا، أعادت تنظيم الطابق الأرضي ليضم مكتبة مفتوحة تتيح للزوار تصفح مطبوعات متحف ومتـاحف قطر، إلى جانب مجموعة متنوعة من الكتب الفنية، كما تعمل بوصفها مركزا مجتمعيا يستضيف فعاليات وورش عمل وحوارات متنوعة. وتتكامل هذه المساحة مع متجر موسع للكتب والهدايا تديره كيو سي+، إضافة إلى مقهى يقدم خيارات طعام بطابع غير رسمي.

وتحتضن الردهة المعاد تصميمها تكليفا فنيا جديدا لبورتريه يصور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أبدعها الفنان الصيني العالمي يان باي-مينغ، لتنضم إلى صورتي البورتريه الخاصة بكل من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني؛ وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وهما عملان فنيان جرى إنجازهما بتكليف فني بمناسبة افتتاح متحف عام 2015.

أما المراحل اللاحقة من التوسعة فستعمل على توحيد مبنى المتحف عبر تحويل المخازن القائمة إلى مرافق استوديوهات متخصصة، طورت بالتعاون مع فنانين مرموقين بوصفهم مستشارين، وتشمل استوديو متطورا للأعمال الخزفية، صمم بالتشاور مع الخزاف أدريان مولر، وهو مجهز بأفران متخصصة ومساحات عمل جافة ورطبة مشتركة، تتيح إنتاج أعمال خزفية ضخمة، وفضاء للصناع مخصصا لفنون الزجاج، صمم بالتعاون مع الفنان ماتيو غونيه، إضافة إلى النجارة والتجريب في المواد؛ واستوديو صوتيات مزود بأحدث المرافق، صمم بالتعاون مع الفنان طارق عطوي.

وستشكل هذه الفضاءات نواة برنامج جديد للإقامة الفنية. وسيتيح استوديو الخزف للفنانين إنتاج أعمال ضخمة، وتنظيم فعاليات الاستوديو المفتوح والورشات الموجهة للجمهور.

واعتبارا من يوم أمس الثلاثاء شرع طارق عطوي فنان الصوتيات في تقديم معرض يستشرف مستقبل هذه الإقامات الفنية المخصصة للفنانين العاملين في مجال الصوتيات.

وسيوحد مبنى المتحف كاملا من خلال غلاف معماري جديد يشبه الستارة، ويمنح فضاءاته تماسكا بصريا، فيما تربط أرضية ترابية جديدة أرجاء موقع المتحف ضمن تصميم للحديقة يستجيب لخصوصية المناخ المحلي.

برنامج مستقبلي

واحتفاء بمرور 15 عاما على تأسيس متحف، وافتتاح المرحلة الأولى من التوسعة، يقدم المتحف برنامجا يعكس رؤيته المستقبلية، ويتضمن معرض: "شاهد المياه" ويستمر من 17 ديسمبر إلى 18 مايو 2026، وهو مشروع بحثي صوتي متواصل حول الماء للفنان الفرنسي اللبناني طارق عطوي، المؤلف الموسيقي في مجال الموسيقى الكهروصوتية.

ويقدم المشروع عملا فنيا تركيبيا يضم الرخام والمعدن والخزف ومواد أخرى، ويصوغ مشهدا صوتيا يوثق التاريخ الإنساني والبيئي والصناعي لمدن ساحلية عدة، من بينها أثينا وأبوظبي وبيروت واسطنبول وبورتو وسنغافورة وسيدني، والآن الدوحة، حيث ترتبط الحياة الاقتصادية والاجتماعية ارتباطا وثيقا بالموانئ. وأنجز العمل استنادا إلى تسجيلات أجراها عطوي بالتعاون مع إيريك لا كازا وكريس واتسون، ويرافق العمل عرض أدائي عام احتفاء بالذكرى السنوية لـ"متحف".

كما سيتطور المعرض ضمن برنامج عام تفاعلي ونشط بالتعاون مع جهات ومجتمعات متنوعة، من بينها "دَدُ"، متحف الأطفال في قطر، المزمع افتتاحه في المستقبل، وجامعة فرجينيا كومنولث، وكلية فنون التصميم في قطر؛ إضافة إلى مجتمعات ذوي الهمم، والمدارس، والجمهور العام.

أما "أوتورتراتو، صورة ذاتية" للفنان غابرييل شايلي، الذي يستمر في استقبال زواره من اليوم وحتى 21 فبراير 2026، فهو عمل فني تركيبي نحتي واسع النطاق يتمثل في بورتريه ذاتي للفنان الأرجنتيني غابرييل تشايلي.

ويقدم العمل بالتعاون مع فريق الفن العام في متاحف قطر، ويندرج ضمن الإطار العام الثقافي قطر-الأرجنتين وتشيلي 2025، ويقدم لمحة استباقية عن التركيز المستقبلي للمتحف على الأعمال الخزفية.

كما تم إطلاق النسخة المحدثة من الموقع الإلكتروني لموسوعة متحف للفن الحديث وفنون العالم العربي، التي شهدت توسعا في محتواها لتشمل 70 سيرة ذاتية عن فنانين و30 سيرة ذاتية عن كتاب وعددا من المقالات البحثية.

ويشمل الاحتفال بالذكرى السنوية لـ"متحف" كذلك معرض "تطلعات: خمسة عشر عاما من متحف"، الذي يقدم نظرة جديدة على المجموعة الدائمة والمرموقة للمتحف، متتبعا دوره المحوري في إلقاء الضوء على تاريخ الحداثة العربية، ويستمر حتى 8 أغسطس 2026. ويتزامن معه المعرض الجماعي "نرفض رفضنا"، الذي يضم أعمالا لأكثر من 15 فنانا معاصرا من العالم العربي ممن تتناول ممارساتهم مواضيع الرفض والصمود والتحرك في مواجهة المعارضة وتفاعل الأفراد والمجتمعات للواقعين السياسي والاجتماعي المعاصرين، ويستقبل الجمهور حتى 9 فبراير 2026.

وتحتفي "متاحف قطر" بمرور 20 عاما على تأسيسها، والذي يصادف هذا العام. وبهذه المناسبة، تأتي فعاليات حملة "أمة التطور"، وهي حملة تستمر 18 شهرا تكرم المسيرة الثقافية لقطر على مدار الخمسين عاما الماضية، منذ تأسيس متحف قطر الوطني. وبتنظيم "قطر تبدع"، الحركة الوطنية التي ترسخ مكانة قطر كمركز عالمي للفن والثقافة والإبداع، تسلط حملة "أمة التطور" الضوء على المحطات الثقافية للدولة وتطلعاتها المستقبلية.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo