ناقش الملتقى القطري للمؤلفين، اليوم الإثنين، في جلسة حوارية موضوع "المحاور النحوية وأثرها في تطوير النحو العربي"، وذلك ضمن مبادرة "حوار مع"، التي ينظمها الملتقى وقدمها الباحث اللغوي والأكاديمي الدكتور أنس محمد رأفت.
وتأتي هذه الجلسة التي تم بثها على قناة الملتقى على اليوتيوب اليوم، ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الموافق للثامن عشر من ديسمبر كل عام والتي أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم، وتستمر حتى الأول من مارس المقبل، الموافق لليوم العربي للغة العربية.
وتحدث الدكتور أنس رأفت، عن الجانب التاريخي لتأسيس علم النحو، منذ أبي الأسود الدؤلي، الذي كان أميرا على البصرة في عهد الإمام علي بن أبي طالب، وكانت سوقًا تجاريًا يجتمع فيه التجار من كل مكان، عربا وعجما وروما، فبدأ اللحن يتفشى في الألسن، حتى وصل اللسان العربي، ثم بدأ يدخل في القرآن الكريم، فانزعج لذلك أمير البصرة، فقرر وضع مباحث في المرفوعات والمنصوبات والمجرورات وغيرها، فوضع القواعد بتلقائية بعيدا عن الفلسفة، وكانت غايته حماية اللغة العربية في ظل التنوع الثقافي الذي تعيشه البلدان العربية، ليأتي من بعده سيبويه، الذي طور علم النحو، ووضع له قواعده الأساسية.
كما عرف الباحث المحاور النحوية بانها مجموعة من الركائز المنطقية والعقلية التي اعتمد عليها النحاة، لوضع القواعد ثم بين المحاور النحوية مرتبة فبدأ بمحور المعنى لأنه أساس الكلام، ثم ذكر محور الاطراد لأن القواعد لا تبنى إلا على المطرد، ثم محور إنزال المؤثرات النحوية منزلة المؤثرات الحقيقية، حيث اعتبر النحاة الجملة بناء حقيقيًا، له أساس وأركان ومكملات.
ووجه المحاور في ختام الجلسة التي أدراها الباحث الدكتور علي عفيفي علي غازي، رسالة إلى معلمي النحو العربي أكد فيها أن علم النحو قد وضع أساسا لنتكلم باللغة العربية الفصحى، وليس لحفظ قواعده فقط، مطالبا المعلمين بالاهتمام بالنحو الوظيفي، قائلا "كتب النحو لم تكتب ليكون الطالب مشغولا بأقوال النحاة، بل كتبت ليكون الطالب قادرًا على التحدث باللغة التي نزل بها القرآن الكريم".
