افتتحت متاحف قطر مساء أمس معرض "اكتشف 2" والذي يضم مجموعة من الأعمال الفنية لستة فنانين وفنانات من قطر استوحوا أعمالَهم من الفنون الإسلامية في ترکيا، وذلك في ملحق مبنى مطافئ (مقر الفنانين).
حضر الافتتاح السيد أحمد النملة الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، وعدد من مسؤولي المتاحف ومسؤولي وزارة الثقافة وأعضاء من اللجنة المنظمة لفعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، وجمع من الفنانين والإعلاميين.
وجاء المعرض الذي يستمر حتى 13 يناير المقبل، نتاج رحلة "اكتشف 2" التي نظمها متحف الفن الإسلامي بالتعاون مع اللجنة المنظمة لفعاليات "الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021" ووزارة الثقافة خلال الفترة من 17 وحتى 23 أكتوبر الماضي، حيث شارك فيها كل من الفنانين: علي الكواري، ومني البدر، ونعيمة الهيل، ومشاعل الحجازي، وزينب الشيباني، وأحمد العلي، ليتم عرض أعمالهم المستلهمة من تلك الرحلة والتي زاروا فيها أهم معالم إسطنبول التاريخيّة وبعض الفنون التقليدية الإسلامية ما انعكس على إبداعهم وأعمالهم المقدمة في هذا المعرض.
عبد الله الأسود: المعرض يقام تحت مظلة متحف الفن الإسلامي وهو نتاج مشاركة الفنانين القطريين في رحلة تعليمية فنية إلى تركيا لدعمهم وإكسابهم مهارات جديدة عن الفنون الإسلامية
وقال السيد سالم عبد الله الأسود نائب مدير متحف الفن الإسلامي ومدير إدارة التعليم وتوعية المجتمع بالمتحف، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" على هامش الافتتاح إن المعرض يقام تحت مظلة متحف الفن الإسلامي، وهو نتاج مشاركة الفنانين القطريين في رحلة تعليمية فنية إلى تركيا، لدعمهم وإكسابهم مهارات جديدة عن الفنون الإسلامية، كاشفا عن أن متحف الفن الإسلامي سينظم رحلة (اكتشف 3) خلال العام المقبل، وسيتم الإعلان عنها قريبا، على أن تكون وجهتها المرة القادمة إحدى الدول الغنية بالثقافة والفنون الإسلامية.
وحول جديد متحف الفن الاسلامي واستعداده لاستقبال المعارض الفنية، أوضح نائب مدير المتحف قريبا سيكون المتحف جاهزا بعد الصيانة لتكون قاعاته المختلفة بحلة جديدة ولتضيف بعدا جماليا للزائرين.
محمد المري: الفعاليات اهتمت بالتنوع والتميز في فعالياتها التي تعبر عن مكونات الثقافة القطرية وارتباطها الوثيق كجزء من الثقافة الإسلامية سواء في الفنون أو الآداب أو غيرها
ومن جانبه بين السيد محمد سلعان المري رئيس اللجنة الفنية والثقافية لفعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021 في تصريح مماثل لـ(قنا) أن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لهذا العام قد اهتمت بالتنوع والتميز في فعالياتها التي تعبر عن مكونات الثقافة القطرية وارتباطها الوثيق كجزء من الثقافة الإسلامية سواء في الفنون أو الآداب أو غيرها، ومن هنا فقد جاء دعم وزارة الثقافة واللجنة لهذه الرحلة التعليمية (اكتشف 2) لأنها تحقق هدفا نبيلا للثقافة القطرية، وتظهر هذا الارتباط بين الهوية القطرية والثقافة الإسلامية في مختلف مناحي الإبداع، مشيرا إلى أن المعرض قد نجح في تحقيق هذا الهدف، فجاءت أعماله معبرة عن جمال الفن الإسلامي في تركيا والتي تعتبر من أهم الدول الزاخزة بالتراث الإسلامي، مؤكدا أن الشراكة مع متاحف قطر خلال الدوحة عاصمة الثقافة الإسلامية أثمرت عن مجموعة من الفعاليات المميزة التي أبرزت الثقافة القطرية ببعدها الإسلامي.
وبدورهم أكد عدد من الفنانين المشاركين في معرض (اكتشف 2)في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا) تعرفهم عن قرب للفن الإسلامي في تركيا، مضيفين أنه فتح لهم أفاقا جديدة حيث تم استلهام هذه الرحلة التي شملت ورشا تعليمية وزيارات لكثير من المعالم الإسلامية في أعمال فنية مختلفة شكلت لوحات وأعمال تركيبية وأزياء وغيرها، مثمنين دور متاحف قطر ووزارة الثقافة في دعم الفنانين القطريين.
وقال الفنان علي الكواري:" إننا استفدنا من رحلة (اكتشف 2) التي اطلعنا خلالها على الموروث الإسلامي في تركيا، وكل فنان أدلى بفنه وأسلوبه الخاص، وقد قدمت في هذا المعرض جانبا من أسلوبي الواقعي باستخدام الألوان المائية والزيتية، مع الاهتمام بالرسم الهندسي الموجود في الطبيعة وأهميته في الحياة خاصة الدائرة، إلى جانب ما سجلته الريشة من أماكن الزيارة مثل جامع آيا صوفيا، وقصر طوب قابي وغيرها.
أما الفنانة نعيمة الهيل فأشارت إلى أنها محبة للفنون والزخارف الإسلامية مثل التذهيب، مبينة أن الرحلة كانت غنية سواء من ناحية الفنون الإسلامية فقد استمتعت بورش متخصصة مثل الرسم على الخزف والسيراميك، وورشة في التذهيب فقد نتج عن ذلك مجموعة من الأعمال التي قدمتها في المعرض والمتعلقة بالزخرفة الإسلامية والتي يمكن أن يستفاد بها في زخرفة المصحف الشريف إلى جانب تغليف الكتب، فضلا عن تصميمها لـ(قفطان السلطانة) وهو عباءة فيها زخارف مذهبة، وهي مستوحاة من زيارتها لتركيا أيضا.
بينما الفنانة زينب الشيباني، فقد أوضحت أنها شاركت في المعرض بمجموعة من الأعمال التي جاءت أثر إحدى الورش المتخصصة في الخطوط والزخارف، حيث أضافت لها أسلوبا فنيا جديدا يعكس التأثر بالفنون الإسلامية في تركيا.
ومن جهتها أوضحت الفنانة التشكيلية هنادي الدرويش عضو لجنة تحكيم اختيار المشاركين في (اكتشف 2) أنه تقدم للمشاركة في هذه الرحلة عدد كبير من الفنانين القطريين، فكان الاختيار تبعا لمجموعة من المعايير أهمها التنوع بينهم، وأن تكون الرحلة إضافة إلى أساليبهم الفنية، فكان التفضيل لمن تتميز أعمالهم بالارتباط بالفن الإسلامي وعناصره المختلفة مع تفضيل الشباب كذلك، لأن الرحلة تضيف بعدا تعليميا لهم، مبينة أن اختيار العناصر المشاركة تم بموافقة جميع أعضاء لجنة التحكيم، والتي شملت كلا من السيد إسماعيل عزام ، فنان ومستشار للفن العام في متاحف قطر، والسيدة نورة المعضادي، فنانة ورئيسة قسم الفن وبرامج الفن في متحف الفن الإسلامي، والسيدة هدى اليافعي، فنانة ومدير مركز الفنون البصرية ممثلة لوزارة الثقافة، والسيدة عبير الكواري، فنانة ومصورة فوتوغرافية، وبالتالي وجدنا انعكاسا على أعمال هؤلاء الفنانين، وأضافت الرحلة لهم، واتسعت آفاقهم الإبداعية.