سلط الملتقى القطري للمؤلفين خلال مبادرته "حوار مع"، الضوء على "أدب المناظرة في الحضارة الإسلامية" واهتمام العرب قديما بهذا الفن، وتم بثها مساء اليوم الإثنين، على قناة الملتقى على اليوتيوب.
وتحدث الدكتور عمر بن معن العجلي، الأستاذ المحاضر في كلية المجتمع، ضيف الملتقى، عن مفهوم المناظرة وتعني المحاججة والمناقشة بين طرفين وصولا إلى الأهداف المرجوة، كما أنها إحدى أدوات الوصول إلى الحقيقة، وتنمية المهارات والملكات الفكرية ليصل المتناظران إلى النقطة المشتركة.
أدب المناظرة
وأشار إلى أن الحضارة العربية عرفت أدب المناظرة، حيث كان العرب قبل الإسلام يتناظرون، ويتبارون في سوق عكاظ، وهو ما خلف موروثا أدبيا ثريا، كما أن الإسلام عزز أدب المناظرة، وقد برز هذا الأدب في العصر الأموي، حيث ظهرت المقامات، ثم ازدهر في العصر العباسي، وانتقل إلى الأندلس، حيث عرف عصره الذهبي، مقدمًا العديد من النماذج على المناظرات التي عرفتها بلاد الأندلس مثل مناظرة ابن برد الأندلسي، ومحاورته بين السيف والقلم، ثم انتقلت إلى ابن الوردي، ثم ابن نباته، وغيرهم من سجلات حافلة من المناظرات.
وأوضح العجلي اعتماد أسلوب القرآن الكريم على المناظرة في كثير من المواضع، مشيرًا إلى العديد من المناظرات التي شهدها التاريخ الإسلامي وقدم الكثير من الأمثلة عليها.
وفي ختام الجلسة الحوارية التي أدارها الباحث الدكتور علي عفيفي علي غازي، أكد الدكتور عمر العجلي أن هذه المناظرات كانت وسيلة لإظهار عظمة الإسلام والحضارة الإسلامية، وتألق فيها المتناظرون، معربا عن أمله في إقامة مناظرات منظمة، وإحياء ثقافة التناظر على مستوى المدارس والجامعات والأندية الثقافية، لأنها تنظم أفكار المجتمع، وتقوده إلى كلمة سواء، وتعلم الناشئة تنظيم الأفكار، وتقصر الطريق للوصول إلى الحقائق، مؤكدًا أن المناظرة إضافة إلى المخزون الفكري والثقافي العربي.