أكدت الدكتورة أسماء آل ثاني، نائب رئيس جامعة قطر للعلوم الصحية والطبية، أن جامعة قطر تسعى للريادة في التعليم الصحي والطبي، من خلال إنشاء منظومة تعليمية متكاملة تستجيب لاحتياجات البلاد وأولوياتها الوطنية في القطاع الصحي وفق أعلى المعايير الدولية.
وقالت الدكتورة أسماء آل ثاني في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن قطاع العلوم الصحية والطبية بجامعة قطر، والذي يضم خمس كليات (الطب، والأسنان، والصيدلة، والعلوم الصحية، والتمريض) يسعى ليكون قطاعا رائدا في مجالات التعليم الصحي المتداخل للمهن الصحية والبحوث الصحية متعددة التخصصات.
وأضافت أن إنشاء منظومة تعليمية متكاملة في القطاع الصحي الوطني يعد في طليعة الأولويات الاستراتيجية لقطاع العلوم الصحية والطبية في الجامعة، استجابة للاستراتيجية الوطنية للدولة فيما يخص بناء نظام صحي مستدام يتناسب مع احتياجات القطاع الصحي بالدولة ويتوافق مع أعلى المعايير الدولية.
البرامج الأكاديمية بالقطاع صممت وفق أفضل الممارسات الدولية في التعليم الطبي والصحي والاعتمادات الأكاديمية وبأسلوب يتناسب مع متطلبات سوق العمل
وأوضحت في هذا السياق، أن البرامج الأكاديمية بالقطاع صممت وفق أفضل الممارسات الدولية في التعليم الطبي والصحي والاعتمادات الاكاديمية وبأسلوب يتناسب مع متطلبات سوق العمل، و"يشمل هذا تقديم البرامج لمناهج دراسية مستنيرة بالبحث وقائمة على كفاءات مهنية مستوحاة من الاحتياجات الصحية لسكان دولة قطر ومتطلبات وأولويات النظام الصحي الوطني".
وأشارت إلى أن فلسفة ومنهجية التدريس والتعلم والتدريب في قطاع العلوم الصحية والطبية تتمحور حول الطالب من خلال استراتيجيات طرق التعلم التفاعلي واستخدام أساليب التعلم المدمجة بما في ذلك التعلم القائم على حل المشاكل وإقامة المشاريع، و"التعلم الصحي المتداخل والقائم على الفريق الطبي متعدد التخصصات" و"التعلم المستنير بالممارسة الإكلينيكية".
وأكدت حرص القطاع على ضمان حصول جميع الطلبة على فرص متميزة لتطوير أنفسهم وصقل مهاراتهم، من خلال تطبيق أفضل الممارسات في التعلم المعزز بالرقمنة والتعلم التجريبي والريادي.. مضيفة "يهدف القطاع من خلال هذه الفلسفة إلى دعم الطلاب وتشجيعهم على اكتساب مهارات تفتح أمامهم سبل التميز بعد التخرج كالتواصل الفعال والإسهام الإيجابي في الفرق المهنية الصحية والفكر النقدي ومبدأ الاستنتاج القائم على الأدلة والبراهين".
قطاع العلوم الصحية والطبية بالجامعة يتيح للطلاب تجربة ثرية لتطوير كفاءاتهم الإكلينيكية من مرحلة مبكرة في بيئة افتراضية آمنة في مراكز التدريب السريري
كما نوهت الدكتورة أسماء آل ثاني بأن القطاع يتيح للطلاب تجربة ثرية لتطوير كفاءاتهم الإكلينيكية من مرحلة مبكرة في بيئة افتراضية آمنة في مراكز التدريب السريري، تحت إشراف هيئة تدريس إكلينيكية ذات خبرة مهنية واسعة تليها دورات التدريب العملي والإكلينيكي بمؤسسات الرعاية الصحية لصقل كفاءاتهم السريرية.
وأشارت إلى ما شهده القطاع على مدى السنوات الخمس الماضية من توسع في الكليات التي زادت من ثلاث إلى خمس، إلى جانب إنشاء برامج دراسات عليا بينية تخدم كافة الكليات بهدف تحقيق التكامل، لضمان الاستثمار الأمثل للموارد، فضلا عن تحقيق التميز في إنشاء جواز التعليم الصحي المتداخل ليكون المرجع الصحي الأساسي لجميع الطلبة، مما سيؤثر على مهاراتهم الشخصية والمهنية بشكل إيجابي، ويلهمهم ليكونوا قادة أكفاء قادرين على إحداث تغييرات إيجابية في القطاع الصحي في دولة قطر.
وفي هذا السياق، لفتت إلى أن التكامل بين التعليم والرعاية الصحية والبحث العلمي من أهم ملامح استراتيجية القطاع الصحي.. وقالت إن هذا التكامل يعني تسخير كل الإمكانيات لإكساب الطلبة أعلى المستويات من المعرفة في أروقة الجامعة والمهارة الإكلينيكية في أروقة المستشفيات ضمن آخر مستجدات البحث العلمي.. مبينة أن تحقيق هذا التكامل يضمن تميز الخريج وهذا هو صلب الاستراتيجية الشاملة لجامعة قطر.
التميز في المخرجات البحثية للقطاع انعكس على تصنيفه الدولي فقد صنفت الصيدلة وعلم العقاقير من 201-250 والطب 301-350 وفي المجال الإكلينيكي والصحي 176-200 عالميًا
وأفادت الدكتورة أسماء آل ثاني بأن التميز في المخرجات البحثية لقطاع العلوم الصحية والطبية بجامعة قطر، انعكس على تصنيفه الدولي، حيث صنفت الصيدلة وعلم العقاقير من 201-250، الطب 301-350، أما في المجال الإكلينيكي والصحي فقد وصلت إلى المرتبة 176-200 على المستوى العالمي، وذلك وفقا للنسخة الأخيرة من تصنيف مؤسسة (QS) Quacquarelli Symonds للجامعات العالمية في مجال التصنيف بحسب التخصصات لعام 2021.
عدد الطلاب يتجاوز 1800 طالب وطالبة ونسبة القطريين تصل في بعض التخصصات إلى أكثر من 60 في المئة كما هو الحال في طب الأسنان
وعن عدد الطلبة الحاليين في قطاع العلوم الصحية والطبية، أفادت الدكتورة أسماء آل ثاني، نائب رئيس جامعة قطر للعلوم الصحية والطبية في حوار مع /قنا/ بأن العدد يتجاوز 1800 طالب وطالبة، موزعين على 545 لكلية الطب، و130 لطب الأسنان، و382 صيدلة، و51 في التمريض، و729 طالبا في تخصصات كلية العلوم الصحية.. مشيرة إلى أن نسبة القطريين تصل في بعض التخصصات إلى أكثر من 60 في المئة كما هو الحال في طب الأسنان.
ولفتت إلى جهود جامعة قطر في استقطاب الطلبة القطريين إلى التخصصات الصحية والطبية.. وقالت إن لدى الجامعة استراتيجية لاستقطاب الطلبة تستند إلى ثلاث ركائز، متمثلة في زيارات المدارس الثانوية ومشاريع اتحاد تمكين الأجيال وتشجيع الطلبة القطريين للالتحاق بمنح الابتعاث وتوضيح ميزاتها.
وبينت أن القدرة الاستيعابية لهذه الكليات تتحدد بسعة القاعات الدراسية والمختبرات في الجامعة من جهة ومواقع التدريب ومتطلبات سوق العمل من جهة أخرى، مشيرة إلى أن كليتي الطب وطب الأسنان تقبل 100 طالب سنويا، بينما توفر كلية الصيدلة 60 مقعدا، والتمريض بين 60 و100 طالبا بالسنة، وحوالي 100 مقعد في العلوم الصحية كإجمالي للتخصصات الأربعة المتمثلة في العلوم الطبية الحيوية، والتغذية البشرية، والصحة العامة، والعلاج الطبيعي، بينما يستوعب القطاع 15 إلى 20 طالبا وطالبة سنويا في برامج الدراسات العليا.
وقالت نائب رئيس جامعة قطر للعلوم الصحية والطبية إن هذه الأعداد قابلة للزيادة عند استكمال كافة المرافق والمنشآت الخاصة بقطاع التعليم الصحي والطبي.. مشيرة في هذا السياق إلى أن الجامعة تسعى لإنشاء مبنيين آخرين، إلى جانب مبنى ابن البيطار الذي افتتح قبل عام تقريبا، أحدهما ستبدأ الأعمال الإنشائية لإنجازه خلال العام المقبل، بينما الآخر قيد الدارسة.
المستشفى التعليمي من المرافق المهمة لطلبة القطاع التي تسعى الجامعة لإنجازه وهناك دعم وتوافق على الحاجة لإنشاء المستشفى ولكن الصورة لا تزال غير واضحة فيما يتعلق بالوقت
أما عن المستشفى التعليمي، أكدت أن المستشفى من المرافق المهمة لطلبة القطاع التي تسعى الجامعة لإنجازه.. وقالت "هناك دعم وتوافق على الحاجة لإنشاء مستشفى جامعي تعليمي، ولكن الصورة لا تزال غير واضحة فيما يتعلق بالوقت ونحن نعمل مع شركائنا في وزارة الصحة ومؤسسة حمد الطبية بشكل متواصل لاتخاذ أفضل القرارات المتعلقة بهذا الخصوص".
وأفادت بأن تدريب طلبة الكليات الخمس يتم داخل مرافق الجامعة وكذلك في مراكز الرعاية الصحية الأولية ومستشفيات مؤسسة حمد الطبية، وسدرة للطب، ووزارة الصحة العامة، كل حسب متطلبات التخصص، إلى جانب التعاون مع مؤسسات خارج الدولة في بعض التخصصات.
يجري حاليا بناء مركز تدريب أكاديمي جديد لطب الأسنان في "حزم مبيريك" سيتم تشغيله بحلول يناير 2023
وأشارت في سياق متصل، إلى أن لدى الجامعة مرافق طبية مميزة على غرار المرافق التدريبية لطلبة طب الأسنان، للارتقاء بمهاراتهم الإكلينيكية، والتي تعد الأكثر تقدما في العالم.. كما لفتت إلى أنه يجري حاليا بناء مركز تدريب أكاديمي جديد لطب الأسنان في /حزم مبيريك/، سيتم تشغيله بحلول يناير 2023.
نستثمر في تعزيز تنمية المواهب والاحتفاظ بها وهذا التوجه يتحقق على أرض الواقع من خلال استقطاب وتوظيف مساعدي التدريس القطريين الموهوبين في جميع الكليات
وعن استقطاب كوادر قطرية لهذا القطاع، أكدت أن قطاع العلوم الصحية والطبية استثمر في تعزيز تنمية المواهب والاحتفاظ بها ودعم برامج بناء القدرات لتلبية متطلبات الجامعة والاحتياجات الوطنية، تماشيا مع استراتيجية جامعة قطر وغايتها أن تتبوأ دورا قياديا في تشكيل وتمكين عملية التحول في نظام التعليم العالي بالدولة.
وذكرت أن هذا التوجه يتحقق على أرض الواقع من خلال استقطاب وتوظيف مساعدي التدريس القطريين الموهوبين في جميع الكليات الأعضاء.. مشيرة إلى أن القطاع الصحي يدعم تطورهم المهني والأكاديمي من خلال تقديم فرص لنيل منح للدراسات العليا، عبر مكتب المنح الدراسية وبناء القدرات لمتابعة دراساتهم العليا بما في ذلك الدكتوراه من مؤسسات أكاديمية رائدة دوليا وتعيينهم في الأقسام المختلفة بالكليات.. مؤكدة أن هناك زيادة ملحوظة في عدد أعضاء هيئة التدريس القطريين في المناصب القيادية والإدارية والتنسيقية.
وحول مستوى التعاون مع القطاع الطبي في الدولة في التدريب والتأهيل والبحث العلمي، لفتت الدكتورة أسماء آل ثاني، نائب رئيس جامعة قطر للعلوم الصحية والطبية في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ إلى أن قطاع العلوم الصحية والطبية في جامعة قطر يشارك في العديد من المشاريع البحثية بالتعاون مع القطاع الصحي بالدولة، ووايل كورنيل للطب في قطر بهدف تعزيز وتمكين البحوث الطبية التطبيقية منها والمبتكرة. وقالت "نتج عن تعاوننا البحثي الوثيق والمتكامل مع شركائنا عددا كبيرا من المنشورات البحثية في مجلات علمية مرموقة مثل نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين" .
كما أشارت إلى أن جامعة قطر تعمل عن كثب مع وزارة الصحة العامة في العديد من المشاريع الاستشارية، لتقديم المشورة القائمة على الأدلة العلمية الحديثة لمساعدة صانعي السياسات في مواكبة أحدث الاكتشافات العلمية التي قد تغير في علاج الأمراض والسيطرة على أعراضها وانتشارها.
قطاع الرعاية الصحية في قطر يتسم بالعالمية من حيث التنوع المعرفي ومعايير الجودة مما يجبر الطلاب على قياس أدائهم مع ممارسات مطبقة في قطاع الرعاية الصحية لتحقيق رؤية قطر 2030
ونوهت بأن قطاع الرعاية الصحية في قطر يتسم بالعالمية من حيث التنوع المعرفي ومعايير الجودة، مما يجبر الطلاب على قياس أدائهم مع ممارسات مطبقة في قطاع الرعاية الصحية لتحقيق رؤية قطر 2030 في مجال قطاع الصحة.. مؤكدة أن التوجه الحالي للجامعة ينصب نحو التجارب العالمية التي تتمتع بإرث أطول في مجال التعليم الطبي والصحي لتفعيل مزيد من التكامل والتعاون على مستوى العالم والمنطقة خاصة في مجالات البحث الطبي.
وفي إطار مساعيها لتعزيز الشراكة مع القطاعات الصحية في الدولة، أفادت بأن جامعة قطر وقعت عددا من مذكرات التفاهم مع عدد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية المختلفة، وتتضمن هذه الاتفاقيات التعاون في مجالات التعليم الاكلينيكي والتدريب والتأهيل بينهم، فضلا عن تقديم المنح الدراسية لطلبة قطاع العلوم الصحية والطبية بجامعة قطر.
وقالت إن مثل هذه الاتفاقيات تتيح لمنتسبي التجمع فرصا قيمة في التدريب والتطوير المهني والأكاديمي والبحثي، وما هي إلا حجر الأساس لعلاقة قوية مع الجامعة ستؤثر بشكل إيجابي على مستوى الرعاية الصحية المقدمة وتتماشى مع الأولويات الوطنية لدولة قطر.
قطاع العلوم الصحية والطبية يساهم إلى حد كبير في رفد مؤسسات الرعاية الصحية في الدولة بالكوادر الطبية والصحية
وأشارت إلى أن قطاع العلوم الصحية والطبية يساهم الى حد كبير في رفد مؤسسات الرعاية الصحية في الدولة بالكوادر الطبية والصحية، حيث تم رفد مؤسسة حمد الطبية بدفعتين من خريجي كلية الطب.. موضحة أن من ضمن خطط القطاع التطويرية، التركيز على برامج الدراسات العليا ذات الطابع الإكلينيكي بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، على غرار الاختصاص العالي في طب الأسنان والتمريض.
وأضافت "لدينا خطط توضع بالتشارك مع لجنة عليا تم تشكيلها من قبل سعادة وزير الصحة العامة تضم أهم قياديي القطاع الاكاديمي في الجامعة وقياديي القطاع الصحي".. مبينة أن هذا التنسيق يضمن ترتيب الأوليات في طرح البرامج بما يخدم احتياجات القطاع الصحي في الدولة وتصميم الخطط الدراسية بشكل مشترك لضمان أفضل تأهيل للخريجين، مما يساهم ذلك في تسكين خريجينا في سوق العمل.
واختتمت حديثها بالتنويه إلى استضافة جامعة قطر النسخة الحادية عشرة للتعليم الصحي المتداخل والممارسة التعاونية (معا من أجل صحة أفضل) تحت شعار (غرس ثقافة التعاون: تبادل لآلئ الحكم) والمقرر إقامته في نوفمبر 2023، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر الذي يعقد كل عامين، أكثر من 500 مشارك من الاختصاصيين، في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية وأساتذة التعليم الطبي وصناع السياسات والطلاب.