احتفلت مكتبة قطر الوطنية بمرور أكثر من نصف قرن على نشر أول ديوان شعري للشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح، الحائز على العديد من الأوسمة والجوائز، وأحد أبرز الشعراء والأدباء والنقاد في العالم العربي في العقود الخمسة الأخيرة، وذلك على هامش فعالية احتفائها بالتراث الثقافي والأدبي اليمني.
وتأتي هذه الاحتفالية التي أقيمت الليلة الماضية، ضمن مشاركة المكتبة الوطنية في فعاليات مبادرة /الأعوام الثقافية/ التي تحتفي هذا العام بفعاليات العام الثقافي /قطر- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022/، والذي يتزامن مع استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وهو تبادل ثقافي دولي يهدف إلى تعميق التفاهم بين البلدان وشعوبها.
أنشطة ثقافية وفنية
وتضمنت الفعالية مشاركة سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وسعادة السيد راجح حسين بادي سفير الجمهورية اليمنية لدى الدولة، إلى جانب عرض فيلم قصير عن الدكتور المقالح، وكلمة للروائي التونسي نزار شقرون، وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية الأخرى، ومنها قراءات في شعر المقالح يلقيها الإعلامي اليمني أحمد الشلفي، وعزف موسيقي على العود للملحن اليمني فيصل شرف الدين.
وقال سعادة الدكتور الكواري في كلمة له خلال هذه الفعالية: "في البداية أرحب بسعادة السيد راجح بادي سفير الجمهورية اليمنية لدى دولة، ويسعدني اليوم أن نحتفي معا، في مكتبة قطر الوطنية بالذكرى الحادية والخمسين لصدور أول دواوين الدكتور المقالح وفيها نستدعي سيرته الأدبية ومواقفه الجمالية ورؤيته للعالم، وكم تمنينا أن يكون بيننا إلا أنه رغم غيابه عن مكاننا فهو حاضر معنا وفينا، إذ لا يمكن لأي مثقف عربي أن ينكر فضل الشاعر والناقد اليمني الكبير على الشعر العربي والثقافة العربية ككل حتى أصبح علامة مضيئة من علاماتها".
وأضاف: "أن احتفاءنا اليوم بمثقف عربي في قامة الدكتور المقالح إنما هو احتفاء من المكتبة بهويتها وأدبها العربي، فشعراء الأمة ومفكروها ومثقفوها هم رموزها وصانعو مجدها الأدبي، وهم جزء أصيل من رسالة المكتبة ورؤيتها، وخلاصة هذه القناعات أن الثقافة هي العروة الوثقى بين الشعوب، خاصة بين بلدينا قطر واليمن، اللتين تشتركان في اللغة والدين والقيم والتاريخ وحتى أواصر الدم والقربى".
من جانبه قال سعادة السيد راجح: "لقد كبرنا بجوار اسم الدكتور المقالح وشعره، وما زال من آبائنا الكبار الذين أغنوا عقولنا ووجداننا بفكرهم وإبداعاتهم وإسهاماتهم وحضورهم الكبير، حيث إن اسمه ارتبط بالشعر والإبداع وبالفن والثقافة وبالفكر والعلم وحركة التحديث والتغيير وكل ما هو جميل ونبيل".
إثراء المكتبة اليمنية
وأضاف: "لقد رددنا قصائده منذ وعينا على الحياة، وما زال شعره صوت أرواحنا وأحلامنا منذ ديوانه الأول /لا بد من صنعاء/ الصادر عام 1971، ففي مسيرته الحافلة تعانقت روح الشاعر والأديب المبدع وعقلية الأكاديمي والباحث والمفكر، ولطالما أسهمت قصائده وكتبه المتفردة في إثراء المكتبة اليمنية والعربية والتي نقرأ فيها فكره وأصالته".
ويعد الدكتور المقالح رائدا من رواد الشعر في تاريخ الشعر العربي الحديث، حيث أصدر ثلاثة وعشرين ديوانا، بدءا بديوان /لا بد من صنعاء/ الذي صدر عام 1971، وانتهاء بديوان /يوتوبيا وقصائد للشمس والمطر/ الذي صدر عام 2020.
وله اثنان وثلاثون كتابا فكريا ونقديا منشورا، بدءا من كتاب /شعر العامية في اليمن/ الصادر عام 1972، وانتهاء بكتاب /تأملات خضراء/ الصادر عام 2016، بالإضافة إلى ثلاثة كتب أخرى ما تزال قيد الطبع.
وتعتزم المكتبة الوطنية بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، إقامة معرض في العام المقبل 2023 يسلط الضوء على التراث الوثائقي اليمني من واقع مقتنيات أرشيف المكتبة الحافل بالصور الفوتوغرافية والمخطوطات عن اليمن، ويهدف المعرض إلى تعزيز الوعي بأهمية هذا التراث وضرورة حمايته والحفاظ عليه.