دولار أمريكي 3.66ريال
جنيه إسترليني 4.84ريال
يورو 4.07ريال

الخيمة الخضراء.. تناقش صيام المريض وآثاره النفسية

20/04/2021 الساعة 15:10 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

ناقش مجموعة من خبراء الطب وعلماء الدين والأطباء النفسيين من دولة قطر ومختلف دول العالم المشاركين في "الخيمة الخضراء"، التي ينظمها برنامج "لكل ربيع زهرة" موضوع "صيام المريض بين الشرع والطب"، حيث استعرضوا في الندوة الثالثة للخيمة، الرخص الشرعية للمريض في شهر رمضان، والواجبات المفروضة على غير القادرين على الصيام، والآثار النفسية المترتبة على عدم الصيام، لاسيما لأصحاب الأمراض المزمنة، مركزين على مخاطر وعواقب تجاهل المريض لنصائح الأطباء وأدوار المؤسسات ذات العلاقة في نشر الوعي الصحي.

وفي هذا الصدد أوضح الدكتور سيف بن علي الحجري، رئيس برنامج لكل ربيع زهرة، أن حكم صوم المريض في القرآن الكريم جاء مقرونا بصوم المسافر، حيث أجاز إفطارهما في شهر الفريضة، كما أوجب الذكر الحكيم على المفطر أن يقضي الكفارة، رخصة من الله تعالى أعطاها لعباده المؤمنين، مؤكدا أن رخصة الإفطار للمريض والمسافر جاءت من منطلق حرص الدين الإسلامي على حفظ النفس البشرية، وهي من أعلى مقاصد الشريعة الإسلامية، ومشيرا إلى أن علماء الأمة أكدوا على ضرورة لجوء المريض إلى الطبيب ليتعرف على إمكانية صومه من عدمه دون وقوع أي ضرر على صحته.

وفي السياق ذاته، ذكرالدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنه لا وزر على المريض إذا أفطر رمضان طالما أن هذا رأي طبيبه المعالج، مؤكدا أن الإسلام جاء ليحافظ على النفس البشرية ويحفظها من أي أضرار جسدية أو نفسية، حيث يحقق الدين الحنيف التوازن المتكامل بين العبادات وصحة الإنسان.

من جانب آخر، استعرض الدكتور عبدالله الحمق، رئيس الجمعية القطرية للسكري، نتائج عدد من الدراسات التي صدرت خلال الفترة الماضية عن صوم مرضى السكري في رمضان والتي أكد جميعها على أن قرار الصوم لمرضى السكري لا يأخذه المريض بنفسه ولكنه في يد الطبيب المعالج.

كما أكد الدكتور الحمق، على ضرورة متابعة الطبيب للتأكد من الحالة الصحية، وتجنب المضاعفات جراء الصيام، وكذلك مراجعة الجرعات وتنظيم وقتها لتناسب ساعات الصيام، منوها بضرورة الابتعاد عن الغذاء المشبع بالدهون والنشويات، وتناول الغذاء الصحي في وجبتي الإفطار والسحور، مع ضرورة الإكثار من شرب الماء لتجنب الجفاف، وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان، بالإضافة إلى الامتناع نهائيا عن ممارسة الرياضة خلال ساعات الصيام لتجنب نوبات الهبوط، ويفضل ممارستها بعد ساعتين من الإفطار.

من جانبهم، أكد المتحدثون في الندوة من الفقهاء والأكاديميين والأطباء والمتخصصين من عديد الدول العربية والآسيوية والأوروبية، أن الفقهاء يبنون رأيهم في قضية صيام المريض على رأي أهل العلم من الأطباء، وأن المسلم يثاب على نيته، طالما أن الصيام يترتب عليه وقوع ضرر على صحته، مستشهدين بالعديد من الحالات التي أصر أصحابها على الصيام رغم خطورته مما ضاعف من خطورة حالتهم بل وأودى بحياة البعض.

وحذر المتحدثون من تناول بعض السيدات لأدوية تمنع الحيض لتستطيع الصوم خلال الشهر الفضيل كاملا، خاصة إذا كان يترتب على ذلك ضرر جسدي عليهن، مشيرين إلى أن الإسلام جاء ليحافظ على النفس البشرية، واستعرضوا الكثير من الفوائد الصحية للصيام على صحة الإنسان إذا أمن الضرر، أما إذا كان هناك احتمال للضرر فيجب استشارة الطبيب حتى وإن كان غير مسلم والعمل برأيه.

وأوضحوا أنه يجب على المريض أن يستشير طبيبه المعالج قبل شهر رمضان في إمكانية الصوم ومدى انعكاس ذلك على صحته، حيث يبني الطبيب رؤيته على كثير من المعايير أهمها مدى احتياج هذا الشخص للغذاء وجرعات الدواء على مدار اليوم، وحالة مقاومة الجسم لبعض الأمراض، أو تأثير الجفاف على الأجهزة الحيوية، لافتين إلى أنه يوجد أمراض تستفيد من الصوم، مثل أمراض الضغط وبعض أنواع السكري والحساسية والتهاب المفاصل، ومؤكدين على أن الصوم يساعد الجسد على التخلص من السموم.

وبالنسبة للمريض النفسي، فقد أكد المتحدثون أن الأطباء لا يملكون دليلا حسيا ملموسا يستطيعون من خلاله إعطاء المريض رخصة للإفطار، لذلك فإن الأمر متروك للاستطاعة.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo