نظم الملتقى القطري للمؤلفين جلسة خاصة احتفاء باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية والذي يوافق الحادي والعشرين من مايو كل عام.
وحملت الجلسة عنوان "نفاج سلام: الثقافات المتجاورة" تناولت التنوع الثقافي ودور المثقفين في توجيه المجتمعات نحو إدراك وفهم التنوع، وشارك فيها كل من الكاتب والباحث المصري ياسر الغرباوي، والكاتب التشادي الدكتور صلاح حسن، والروائي الإريتري هاشم محمود، والكاتبة السودانية عواطف عبد اللطيف ضرار، وأدارها الكاتب والروائي مختار خواجة.
وأكدت د. عائشة جاسم الكواري مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين، أهمية التنوع الثقافي الذي يعد عنصرا أساسيا في التغلب على التحديات التي تواجه العالم ورأب الصدع وتضييق الهوة وتخفيف التوتر بين الشعوب، ومن هنا تتأتى أهمية اليوم العالمي للتنوع الثقافي.
د. عائشة جاسم الكواري: الملتقى يحرص على الاحتفال بهذه المناسبة العالمية عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة والمبادرات
وقالت إن الملتقى يحرص على الاحتفال بهذه المناسبة العالمية ويقيم مجموعة من الفعاليات والأنشطة والمبادرات، ويستضيف مجموعة من الكتاب والمفكرين من عدة بلدان لمناقشة القضايا الثقافية وتسليط الضوء على نقاط الاشتراك والالتقاء بين مختلف الثقافات.
وشددت الكواري على أهمية الكتابة والتأليف والترجمة في تعزيز التنوع الثقافي ودعمه، لذلك يشجع الملتقى الكتاب على ترجمة أعمالهم ونشرها للتعريف بالثقافة المحلية وبثقافاتهم باختلافاتها لفتح جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب.
وأكد المتحدثون في الجلسة على ضرورة الاهتمام بالتنوع وإثرائه، والاستفادة منه في مجال صناعة السلام.
وأوضحت الكاتبة عواطف ضرار أن "النفاج" هو باب أو نافذة صغيرة لتبادل الاحتياجات بين الجيران، لافتة إلى وجود أثر إيجابي للجاليات المقيمة في السودان على التنوع الثقافي هناك وتأكيد التعايش السلمي واستكشاف العادات والتقاليد المتشابهة والمختلفة.
وقالت إن دولة قطر تحتفي بالتنوع، وتتمتع بقدرة عالية على احتواء الآخر واحترامه.
ومن جانبه تطرق الكاتب ياسر الغرباوي إلى طبيعة الشخصية المصرية التي تتشابك مع محيطها وقبولها للتنوع الثقافي، مشيرا إلى دور الأزهر الشريف الذي يستقبل الطلاب من إفريقيا وآسيا الامر الذي يخلق حالة من التنوع الثقافي.
د. صلاح حسن: القرآن الكريم اعتبر اختلاف الألسنة والألوان من آيات الله ودليل قدرة الخالق عز وجل
وبدوره أكد د. صلاح حسن على أن القرآن الكريم اعتبر اختلاف الألسنة والألوان من آيات الله، وذلك لأنها دليل قدرة الخالق عز وجل، ومن أدلة وحدانيته، لافتا في مداخلته إلى أهمية الدور الذي لعبه علماء السودان في إثراء المجتمع في تشاد.
كما أوضح أن التنوع يعتمد على الخبرات الإنسانية اليومية البسيطة، مؤكدا أن المجتمع الذي يرحب بالاختلاف سيزداد قوة، ويمضي في طريق التنمية، مشيرا لتجربة تشاد في هذا الصدد.
وحول تجربته الشخصية تكلم الروائي الاريتري هاشم محمود عن التداخل بين إريتريا والسودان وإثيوبيا ومصر، مشيرا لدور الأزهر في بعث النهضة العلمية الدينية، كما أكد أهمية احترام التنوع في بناء العلاقات الاجتماعية.
وقد قدم عدد من الحضور مداخلات فقد تحدثت الروائية العراقية سندس الشاوي عن أهمية احترام التنوع وحسن إدارته منعا للنزاعات.
جدير بالذكر أن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، اعتمد في ديسمبر 2002 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويحتفل به عالميا في الحادي والعشرين من مايو من كل عام.