دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.61ريال
يورو 3.85ريال

ماذا يحدث للجسم عندما يقترب الموت؟.. هذا ما رصده العلماء

15/09/2023 الساعة 17:00 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

منذ اختراع الإنعاش القلبي الرئوي في العام 1960، تحدث ملايين الأشخاص عما مروا بها من فترات حرجة شارفوا فيها على الموت، وقد رصد العلماء التطورات التي تحدث لجسم الإنسان عندما تقترب لحظة الموت.

وقد تحدث "تجربة الاقتراب من الموت" عندما يعيد الأطباء شخصًا إلى الحياة بعد أن تتوقف ضربات القلب، ويتوقف التنفس، أي ما يحدث عندما يموت الشخص لأي سبب، وليس فقط أثناء نوبة قلبية.

تجربة الاقتراب من الموت

وفي هذا الصدد، نقلت شبكة CNN الأمريكية، عن الدكتور سام بارنيا، طبيب العناية المركّزة بالمركز الطبي NYU Langone Health الذي بحث في هذه الظاهرة لعقود من الزمن، قوله إن الملايين من الأشخاص أبلغوا عن تجارب اقتراب من الموت منذ اختراع الإنعاش القلبي الرئوي.

وبارنيا هو المؤلف الرئيسي لدراسة جديدة تهدف إلى الكشف عما يسميه "الوعي الخفي" للموت عن طريق قياس النشاط الكهربائي في الدماغ أي عندما يتوقف القلب، ويتوقف التنفس.

وقال بارنيا: "يقوم العديد من الأشخاص بالإبلاغ عن التجربة ذاتها، أن وعيهم أصبح أكثر حدة ووضوحًا، وذلك بينما يحاول أطباء مثلي إنعاشهم لأننا نعتقد أنهم ماتوا".

l-intro-1642019959
وأضاف: "لدى هؤلاء الأشخاص إحساس بأنهم انفصلوا عن أجسادهم ويمكنهم رؤية وسماع الأطباء والممرضات من حولهم، وكانت لديهم القدرة على الإبلاغ عما كان يفعله الأطباء لهم بزاوية 360 درجة لا يمكن تفسيرها".

وغالبًا ما يراجع هؤلاء شريط حياتهم بأكملها، ويتذكرون الأفكار والمشاعر والأحداث التي لا يستطيعون عادةً تذكّرها، ويبدأون في تقييم أنفسهم استنادًا إلى مبادئ الأخلاقيات والقيم.

وأوضح بارنيا أن التجربة بمثابة "فهم شامل لسلوكهم طوال حياتهم حيث لم يعد بإمكانهم خداع أنفسهم"، ويراود الأشخاص خلال تلك التجربة رؤى روحية يمكن تفسيرها بطرق مختلفة استنادنا إلى معتقداتهم الدينية.

هكذا يشعر من مات إكلينيكا

وفي الدراسة المنشورة الخميس في الدورية العلمية Resuscitation، تتبعت فرق من العاملين المدربين في 25 مستشفى بالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وبلغاريا الأطباء إلى غرف العناية المركزة، حيث كان المرضى "موتى من الناحية الفنية" (الموت إكلينيكا)، وفقًا لما قاله بارنيا.

وبينما قام الأطباء بإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي، قامت الفرق البحثية بتركيب أجهزة قياس تركيز الأكسجين والنشاط الكهربائي على رأس الشخص الذي يُوشك على الموت. واستغرق متوسط محاولة الإنعاش بين 23 و26 دقيقة. ومع ذلك، وجدت الدراسة أن بعض الأطباء استمروا في أداء إجراءات الإنعاش لمدة تصل إلى ساعة.

وقال بارنيا: "رغم كون الإنعاش حالةً متوترة وصعبة للغاية، إلا أن فرقنا البحثية المستقلة نجحت في تنفيذ الإجراءات من دون التدخل في الرعاية الطبية للمرضى".

وأشار بارنيا إلى أنه تم قياس نشاط الدماغ على فترات مدتها دقيقتين أو ثلاث دقائق، عندما كان على الأطباء التوقف عن عملية الضغط على الصدر أو الصدمات الكهربائية لمعرفة ما إذا كان قلب المريض سيستأنف نشاطه، وتابع: "عندما لا نرى حركة، ويسود الصمت. عندها نأخذ القياسات لنرى ما يحدث".

وقال بارنيا: "لقد وجدنا أن أدمغة الأشخاص الذين يمرون بالموت قد أصبحت مسطحة، وهو أمر متوقع"، وأضاف: "لكن من المثير للاهتمام أنه حتى بعد مرور ساعة على بدء عملية الإنعاش، رأينا طفرات - ظهور النشاط الكهربائي في الدماغ، وهو الأمر ذاته الذي يحدث عند التحدث أو التركيز بعمق".

وشملت تلك الطفرات موجات "غاما"، و"دلتا"، و"ألفا"، و"بيتا"، وفقًا للدراسة، وعاد إلى الحياة 53 شخصًا فقط من أصل 567 شخصًا في الدراسة، أي نسبة 10% فقط. ومن بين هؤلاء، أجريت مقابلات مع 28 شخصًا منهم لمعرفة ما يمكنهم تذكّره من هذه التجربة.

هكذا وُصفت تجربة الموت

وأبلغ 11 مريضًا فقط عن وعيهم أثناء عملية الإنعاش القلبي الرئوي، بينما أبلغ 6 فقط عن "تجربة الاقتراب من الموت"، ومع ذلك، تم تصنيف تلك التجارب إلى جانب شهادات 126 ناجيًا من السكتة القلبية لم يشاركوا في الدراسة.

وقال بارنيا: "تمكنا من أن نظهر بوضوح شديد أن تجربة الموت- الشعور بالانفصال عن الجسد، ومراجعة شريط حياتك، والانتقال إلى مكان يشبه المنزل، ثم الإدراك أنك بحاجة للعودة - كانت متسقة جدًا بين الأشخاص من جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "تمكنا من الاستنتاج أن تجربة الموت التي تم تذكرها هي حقيقية. وهناك علامة في الدماغ قمنا بتحديدها. وهذه الإشارات الكهربائية لا يتم إنتاجها كخدعة لدماغ يحتضر، وهذا ما قاله العديد من النقاد".

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo