دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

سياسيون: تبادل المحتجزين بين إيران وأمريكا إنجاز جديد للدبلوماسية القطرية

19/09/2023 الساعة 19:08 (بتوقيت الدوحة)
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
ع
ع
وضع القراءة

أجمع أكاديميون ومحللون سياسيون على أن نجاح الوساطة القطرية في إتمام اتفاق تبادل المحتجزين بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها دولة قطر في المنطقة والعالم، وينم عن إمكانياتها الدبلوماسية وعلاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف في الساحة الدولية.

وأكدوا، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية، على أن هذه الوساطة الناجحة التي شهدها العالم أمس "الإثنين" تعد إنجازا جديدا للدبلوماسية القطرية التي سجلت نجاحات كثيرة في العديد من الملفات، منوهين في هذا السياق إلى أن الدوحة تمتلك الكثير من عناصر القوة الناعمة لمعالجة الكثير من الملفات الشائكة في المنطقة.

محمد المسفر: هذا الإنجاز للدبلوماسية القطرية ليس الأول من نوعه

وقال الدكتور محمد المسفر المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، إن هذا الإنجاز الذي حققته الدبلوماسية القطرية ليس الأول من نوعه، فقد نجحت دولة قطر في الكثير من الملفات من لبنان إلى السودان إلى أفغانستان وتشاد ودول أخرى في مؤشر على قدرة وحنكة دبلوماسية عالية.

وأشار إلى أن "إطلاق المحتجزين ليس هو الأول من نوعه فقد سبق لها أن قامت وساهمت في الكثير من الملفات المشابهة.. ونحن اليوم نشهد الإفراج عن أشخاص محتجزين وأموال مجمدة مما يضفي معنى كبيرا لهذه الوساطة الناجحة".

وتابع "هذا النجاح يضاف إلى الرصيد القطري في مجال الوساطات، ويشجع على المزيد من الجهود، ولا أستبعد أن يطلب من دولة قطر القيام بوساطات لإنجاز تفاهمات ومعالجة ملفات شائكة وأزمات أخرى في المنطقة العربية والعالم الإسلامي".

ولفت الدكتور المسفر إلى أن ما يميز وساطة قطر هو الثقة التي تحظى بها في المجتمع الدولي، والحياد المطلق، "والعمل بمنطق سياسي متعارف عليه لدى كل الأطراف، فضلا عن أنها لا تسعى خلف أجندات سياسية خفية، فغايتها تحقيق السلم والأمن الدوليين".

أحمد الكواري: قطر سخرت جميع أدواتها لتعزيز السلام في العالم

من جانبه لفت الدكتور أحمد محمد غيث الكواري، الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن نجاح دولة قطر في هذا الملف هو استمرار لجهودها المتواصلة في تعزيز أمن المنطقة عبر الوساطة بحنكة دبلوماسية يشهد بها المجتمع الدولي برمته.

وقال إن حرص دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على إقامة علاقات متوازنة مع دول الإقليم والعالم، انعكس على أدوارها في الوساطة لحلحلة الكثير من الملفات الشائكة، مضيفا " قطر بقيادتها الحكيمة نجحت في تسخير جميع أدواتها وإمكانياتها الدبلوماسية لتعزيز السلام والأمن في العالم حتى غدت اليوم منبرا للسلام العالمي ومحل إشادة وثناء المجتمع الدولي".

بكيل الزنداني: نجاح الوساطة في هذا الملف هو رصيد جديد للدبلوماسية القطرية

بدوره قال الدكتور بكيل الزنداني أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، إن نجاح الوساطة القطرية في هذا الملف هو رصيد جديد للدبلوماسية القطرية، وتأكيد على مدى قدرة دولة قطر على توظيف القوة الناعمة في معالجة الكثير من الملفات الشائكة.

وأضاف " دأبت دولة قطر منذ أكثر من ربع قرن على توظيف دبلوماسيتها وقوتها الناعمة في معالجة الكثير من الأزمات.. وجهودها الناجحة في إتمام اتفاق تبادل المحتجزين بين إيران والولايات المتحدة هو استمرار لهذا النهج".

وتابع " هذا مؤشر جديد على أن قطر قادرة على الاضطلاع بأدوار في ملفات أخرى معقدة، وأن لديها ما يؤهلها للقيام بذلك.. فقدرات الدول تقاس بنجاح سياساتها واستراتيجياتها وأدوارها على مختلف الأصعدة وهذا ما يشهد به العالم لدولة قطر وما تؤكده الأحداث الراهنة ".

ويؤكد الدكتور الزنداني ما ذهب إليه الدكتور المسفر أن الوساطة القطرية تتسم بالشفافية المطلقة والحياد التام " فقطر لا تتحيز لطرف وتقف على مسافة واحدة من الجميع، وتعمل بصبر وثبات وجهد مخلص، وتوظف علاقاتها مع الإقليم والعالم في هذه الملفات بغية تحقيق النجاح المطلوب".

أحمد قاسم: دور دولة قطر برز في عدة ملفات دولية

ويفسر الدكتور أحمد قاسم حسين الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مدير تحرير دورية "سياسات عربية"، هذا النجاح القطري بالقول " دولة قطر تعد واحدة من أهم الدول الفاعلة في النظام الدولي في توظيف الدبلوماسية الوقائية والوساطة والمساعي الحميدة كأداة في تسوية المنازعات الإقليمية والدولية".

وأضاف "برز دور دولة قطر في عدة ملفات دولية لها تأثير على السلم والأمن الدوليين وبذلت جهودا كبيرة في التخفيف من آثارها السياسية والاقتصادية والإنسانية، والأمثلة على ذلك كثيرة؛ فلسطين، أفغانستان، السودان، لبنان.. وشهدنا أمس نجاح جهود الوساطة القطرية في تبادل المحتجزين بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران".

وأردف قائلا " لقد حققت الدوحة سمعة دولية مرموقة في مجال الوساطة وتسوية المنازعات وهو ما يعكس التطور الكبير في مؤسسات الدولة القطرية للتعامل مع جهود الوساطة، ويعكس في الوقت ذاته الخبرة الكبيرة التي تملكها كوادر الدبلوماسية في إدارة هذه المفاوضات والوساطة بحرفية وفاعلية".

خالد وليد: الصفقة ما كانت لتتم بهذه السرعة لولا الدبلوماسية القطرية

من جانبه قال السيد خالد وليد محمود، الكاتب والمحلل السياسي الأردني، إن صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن وتحويل أرصدة إيرانية مجمدة ما كانت لتتم بهذه السرعة والسهولة لولا الدبلوماسية الفاعلة لدولة قطر لحل النزاعات وتحقيق السلم والاستقرار في العالم.

وأضاف "لطالما أظهرت الدوحة التزاما قويا بالمفاوضات والحوار كوسيلة لتجنب التصعيد والتوترات الدولية، وهي تسعى دوما إلى تحقيق حلول سلمية للأزمات الإقليمية والدولية".

وأكد السيد محمود أن الدبلوماسية القطرية "تجسد قيما مهمة في عالم مليء بالتحديات الدولية وهو ما يعكس التزام دولة قطر الدائم بقيمها ومبادئها وعلى رأسها تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية والسلم".

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo