أعرب علماء فضاء عن تفاؤلهم برصد علامات الحياة على كوكب آخر، بعدما اكتشف تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي التابع لوكالة "ناسا" الأمريكية أخيرا إشارات لوجود حياة على كوكب خارج نظامنا الشمسي.
وعثر التلسكوب الفضائي على علامة محتملة لوجود غاز تنتجه كائنات بحرية بسيطة، تم اكتشافها في الغلاف الجوي لكوكب اسمه "K2-18b"، والذي يبعد عن البشر 120 سنة ضوئية.
وقالت عالمة الفلك الملكية في اسكتلندا، البروفيسور كاثرين هيمانز: "نحن نعيش في كون لا نهاية له، مع عدد لا نهائي من النجوم والكواكب، وكان من الواضح للكثيرين منا أننا لا نستطيع أن نكون الحياة الذكية الوحيدة هناك".
وتابعت: "نمتلك في الوقت الحالي التكنولوجيا والقدرة على الإجابة عن سؤال ما إذا كنا وحدنا في الكون أم لا".
الكوكب على بعد 120 سنة ضوئية من الأرض
ويضيف اكتشاف تلسكوب "جيمس ويب" إلى الدراسات الحديثة، التي تشير إلى أن كوكب "K2-18 b" يمكن أن يكون كوكبا خارج المجموعة الشمسية، وهو كوكب لديه القدرة على امتلاك غلاف جوي غني بالهيدروجين وسطح مغطى بالمياه، حسبما ذكرت وكالة "ناسا" في بيان صحفي.
ويدور "K2-18 b" حول النجم القزم البارد "K2-18" في المنطقة الصالحة للسكن، ويقع على بعد 120 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الأسد.
إن الكواكب الخارجية مثل "K2-18 b"، والتي يتراوح حجمها بين حجم الأرض ونبتون، لا تشبه أي شيء في نظامنا الشمسي، ويعني هذا النقص في وجود كواكب قريبة مكافئة، أن هذه "الكواكب النبتونية الفرعية" غير مفهومة جيدا، وأن طبيعة غلافها الجوي هي موضوع نقاش نشط بين علماء الفلك.
ركز البحث عن الحياة على الكواكب الخارجية
من ناحيته، أوضح عالم الفلك في جامعة كامبريدج والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية التي تعلن عن هذه النتائج، نيكو مادهوسودان: "تؤكد النتائج التي توصلنا إليها أهمية النظر في بيئات متنوعة صالحة للسكن عند البحث عن الحياة في مكان آخر، وتقليديا، ركز البحث عن الحياة على الكواكب الخارجية في المقام الأول على الكواكب الصخرية الأصغر، لكن عوالم هيسيان الأكبر حجما أكثر ملاءمة لملاحظات الغلاف الجوي".
وأشارت وكالة "ناسا" إلى أن وفرة الميثان وثاني أكسيد الكربون، ونقص الأمونيا، تدعم الفرضية القائلة بأنه قد يكون هناك محيط مائي تحت غلاف جوي غني بالهيدروجين في كوكب "K2-18 b"، وأن ملاحظات تلسكوب "جيمس ويب" الأولية هذه قدمت أيضا اكتشافا محتملا لجزيء يسمى "ثنائي ميثيل كبريتيد"، وعلى كوكب الأرض لا يتم إنتاج هذا الجزيء إلا عن طريق الحياة، وينبعث الجزء الأكبر منه في الغلاف الجوي للأرض من العوالق النباتية في البيئات البحرية.
وسيؤكد الباحثون في غضون عام ما إذا كانت هذه التلميحات مؤكدة أم أنها اختفت، وإذا لم يعثر الفريق على علامات الحياة على كوكب "K2-18 b"، فسيقومون بدراسة 10 كواكب أخرى.