نظمت مكتبة قطر الوطنية، اليوم، فعالية "الرواية العربية جسر بين الثقافات" بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعِلم والثقافة "اليونسكو"، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية.
ويأتي تنظيم هذه الفعالية عقب إعلان "اليونسكو" في عام 2021، اعتماد الأسبوع العالمي للرواية الذي يبدأ في الثالث عشر أكتوبر من كل عام، والذي يهدف إلى رفع الوعي بمساهمة الرواية في تعزيز التعددية الثقافية والتفاهم والتبادل، بصفتها تعبيرا ثقافيا.
صلاح الدين زكي: اليونسكو تحمل رسالة واضحة المعالم
وأكد سعادة السيد صلاح الدين زكي خالد، مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج العربية واليمن في الدوحة في كلمة له بالمناسبة، على التأثير العميق للأدب، ودوره في مد الجسور بين الثقافات وتعزيز التفاهم والحوار بين الحضارات، مما يعكس القيم الأساسية التي تتبناها وترعاها وتدعمها منظمة اليونسكو.
واستشهد خالد بهذا الخصوص بمقولة للأديب المصري عباس محمود العقاد حين قال: "لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة، ولكني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هذه الكلمات ذات المعاني العميقة، تكتنز جوهر رحلتنا الأدبية نحو المعارف والثقافات وفهم الآخر ومد أواصر التعاون.
ونوه بأن اليونسكو تحمل رسالة واضحة المعالم، وهي المساهمة في تعزيز مكانة اللغة العربية وإعلاء شأنها ومساهمتها في تراثنا الإنساني والحضاري المشترك، مشددا على أن هذه الفعالية تشكل جزءا من حركة عالمية، وهي مبادرة تدعمها اليونسكو بكل فخر.
وقال مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج العربية واليمن في الدوحة، إن إقامة الفعالية في مكتبة قطر الوطنية، يؤكد على الدور الحيوي للمكتبات، ليس فقط كمستودعات للمعرفة، بل كمراكز نابضة بالحياة للتعلم والتبادل الثقافي والحضاري.. وهنا نحتفل بالدور الحيوي الذي تلعبه المكتبات في الحفاظ على التراث الوثائقي العربي، وتشجيع الكتاب وتعزيز شغف القراءة من أجل الاحترام والتقدير المتبادل بين الثقافات وتعزيز التنوع الثقافي.
عبدالعزيز المقوشي: هذه الفعالية تمثل دعما ومساندة للكتابة الإبداعية
من جهته، شدد الدكتور عبدالعزيز المقوشي، مساعد المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، على أن هذه الفعالية التي يحتضنها هذا الصرح العلمي الثقافي المتميز ـ مكتبة قطر الوطنية ـ، تمثل دعما ومساندة للكتابة الإبداعية لمجموعة من الكتاب والمبدعين والمثقفين العرب.
وأشار إلى أن اهتمام ودعم مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، شكل دافعا مهما للمهتمين والمتخصصين الذين وجدوا في برامج وأنشطة المؤسسة عاملا مشجعا ومهما لدعم تواجد اللغة العربية ومساعدة الراغبين في تعلمها وفي انتشار حضورها عالميا وإقليميا، مؤكدا في الوقت نفسه، حرص المؤسسة على تبني شراكات دولية لخدمة اللغة العربية.
خالد اليزيدي: الرواياتُ العربية قامت بدور مهم في مَدّ الجسور بين الثقافات
بدوره، قال السيد خالد اليزيدي، مدير شؤون العمليات بمكتبة قطر الوطنية: "لقد تم الاحتفاء بالرواية منذ فترة طويلة كوسيلة قوية لتعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات، وذلك من خلال الأحداث والشخصيات المترابطة التي تقدمها، وتُقدِّم معها لنا لمحات عن حياةِ وقِيَم وتجارب الناس من جميع أنحاء العالم".
وأشار إلى أن الرواياتُ العربية، على وجه الخصوص، قامت بدور مهم في مَدّ الجسور بين الثقافات وتعزيز الحوار بين العالم العربي وبقية العالم، بدءًا من الأعمال المبكّرة لروّاد الأدب العربي، ووصولاً إلى الأصوات المعاصرة لمؤلفين مبدعين، والذين تستضيف مكتبة قطر الوطنية، اليوم، عدداً منهم في هذه الفعالية، حيث أنتج الروائيون العرب باستمرار أعمالًا تتجاوز الحدود ويتردد صداها مع القُرّاء عبر الثقافات، لافتا في الوقت نفسه، بأن من خلال هذه الفعالية، سنستكشف الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الروايات كوسيلة ثقافية لتعزيز التفاهم وبناء الجسور بين الأمم.
وكانت مكتبة قطر الوطنية قد احتضنت خلال الفترة الصباحية ورشة الكتابة الإبداعية باللغة العربية بعنوان "الكلمات توحدنا: السرد القصصي باللغة العربية لفئة الشباب"، أشرف عليها الكاتب عبدالله فخرو من منصة "قلم حبر" الثقافية.
وتم خلال الورشة تزويد المؤلفين الشباب بتقنيات الكتابة الإبداعية لصياغة القصص القصيرة وخلال الفترة المسائية، تم تنظيم جلسة نقاشية بعنوان "الرواية العربية جسر بين الثقافات: دور الأدب العربي في خدمة الإنسانية" شارك فيها كل من الروائية العمانية جوخة الحارثي والروائي الكويتي سعود السنعوسي والدكتورة دارينا صليبا أبي شديد، مديرة المركز الدولي لعلوم الإنسان (اليونسكو) بمدينة الجبيل اللبنانية، والدكتورة عائشة جاسم الكواري، المدير العام للملتقى القطري للمؤلفين والرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر، والكاتب عيسى عبدالله.
وأكد المتحدثون أثناء الجلسة التي أدارتها الإعلامية أمال عراب، على أهمية القيم الإنسانية الجامعة أثناء تصدي الكاتب للتأليف، والاقتراب من جوهر الإنسان، ونوهوا بأنه في وقتنا الحاضر، أن المؤلف بفعل الترجمة، لا يستهدف جمهورا بعينه، بل إن الإنسان وقيمه الجوهرية هي الأساس.