خلصت دراسة أمريكية جديدة إلى أن "حقن الخلايا الجذعية" لمرة واحدة قد يكون علاجا فعالا لبعض المرضى المصابين بنوبات الصرع، من خلال العمل على تهدئة الشبكات العصبية والإشارات الكهربائية التي تسبب تلك النوبات.
ووفقا للدراسة، يعتقد أن العلاج الجديد المسمى NRTX-1001، الذي طوره باحثون من شركة نيورونا ثيرابيوتيكس - Neurona Therapeutics الأمريكية، يزيد إنتاج مادة كيميائية في الدماغ تدعى حمض غاما أمينوبوتيريك - GABA، مسؤولة عن تهدئة النشاط الكهربائي في الدماغ المسبب لنوبات الصرع.
وتحتوي الحقن الجديدة على خلايا مشتقة من الخلايا الجذعية البشرية، والتي يمكن أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا، حيث تتم زراعتها في وسط خاص في المختبر لتحفيزها على التحول إلى عصبونات داخلية، أي نوع من خلايا الدماغ التي تفرز GABA، ما يساهم في تهدئة الشبكات العصبية والإشارات الكهربائية التي تسبب نوبات الصرع، علما بأن الخلايا المزروعة تحتاج من 5 إلى 7 أشهر لبدء إنتاج GABA بكميات كافية.
وتحت التخدير العام، تتم عملية حقن المرضى باستخدام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، في جزء الدماغ الذي يسبب النوبات. ويعود المرضى إلى منازلهم في اليوم التالي، مع إعطائهم أدوية مثبطة للمناعة لمدة عام للتأكد من عدم رفض جهاز المناعة للخلايا الجذعية.
وكشفت النتائج الأولية المقدمة في اجتماع الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية في بوسطن الأمريكية عن انخفاض نوبات الصرع لدى أول مريضين حصلا على العلاج بنسبة 95% تقريبا بعد عام من أخذ الحقن. في حين أظهرت البيانات المقدمة في الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب الشهر الماضي نجاح العلاج لدى مريضين آخرين.
ويأمل الباحثون أن يساعد العلاج الجديد المرضى الذين لا يرغبون بإجراء عملية جراحية.
يذكر أن العلاجات الحالية تشمل عقاقير لتغيير مستويات المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في النشاط الكهربائي، لكنها لا تجدي نفعا بالنسبة لـ 30% من المرضى، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.