نظمت مكتبة قطر الوطنية وبيت الحكمة في إمارة الشارقة جناحا تفاعليا تحت شعار "حي بن يقظان: مسيرة التنوير".
ويقدم الجناح التفاعلي للأطفال والناشئة واحدة من روائع الأدب العربي من تأليف الفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، وهي قصة حي بن يقظان التي تحكي قصة صبي صغير عاش منعزلا وحيدا على جزيرة مهجورة حيث تولت ظبية تربيته ورعايته.
اصطحب الجناح الزوار الصغار في رحلة لاكتشاف الذات عبر خمس محطات تفاعلية، تجسد كل منها جانبا بارزا أو فكرة رئيسية في قصة حي بن يقظان، مع التركيز على غرس قيم التفكير النقدي والتحليل والاعتماد على الذات لدى الأطفال واليافعين.
وحظي الجناح، الذي استقطب عددا كبيرا من الجمهور، بزيارة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب.
وقالت السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، في تصريح لها بالمناسبة، إن المكتبة تسعى بتعاونها مع بيت الحكمة في الشارقة إلى تحقيق رسالتها الساعية لإنشاء بيئة استثنائية للتعلم والاستكشاف، منوهة بأن المكتبة منذ افتتاحها تحرص على الاحتفاء بالأدب العربي وتعزيز تنمية المهارات الشخصية وتطويرها.
من جانبها، أوضحت السيدة مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، التأثير البالغ للأدب والفلسفة في نمو الأطفال وصقل مهاراتهم.
من جهتها، أشارت السيدة فاطمة المالكي، مديرة مشروع /قطر تقرأ/ إلى أن الجناح يمثل تجسيدا ملموسا لقدرة القصة على جمع الناس معا، معربة عن سعادتها بالتعاون مع بيت الحكمة والمشاركة لأول مرة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل لتسليط الضوء على تراثنا العربي والإسلامي المشترك، منوهة بأن ذلك يمثل أولوية للمشروع في عالم النشر.
إلى ذلك، تضمن الجناح معرضا مصغرا يضم نسخا نادرة من القصة باللغات العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية، وتعود ملكية هذه النسخ إلى مكتبة قطر الوطنية والمجموعات الخاصة لمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.
جدير بالذكر أن أقدم نسخة من قصة ابن طفيل ترجع إلى عام 1721 ميلادية.
تحكي قصة ابن طفيل الشهيرة رحلة حي بن يقظان نحو الحقيقة من خلال التعلم الذاتي والملاحظة الدقيقة. ألهمت القصة عددا كبيرا من الأعمال الأدبية الشهيرة عالميا، منها "طرزان" و"كتاب الأدغال" و"روبنسون كروزو" و"المنبوذ". وعلى مر العصور، ترجمت القصة إلى لغات مختلفة، وهو ما عزز تأثيرها العميق وزاد من انتشارها العالمي عبر مختلف الثقافات والسياقات الأدبية المتنوعة.
تبدأ الرحلة في الجناح بمحطة "الطفولة المبكرة والرعاية"، حيث تروي العروض التفاعلية قصة الوسائل والاستراتيجيات التي اتبعها حي بن يقظان من أجل البقاء على قيد الحياة، ودور الظبية الحنونة، مع التركيز على الرفق بالحيوان وأهمية التعايش مع الطبيعة.
في المحطة الثانية "التعلم والتكيف" تعرف الزائرون على تطور بطل القصة ومهاراته الأساسية لاستمرار حياته على الجزيرة مع التركيز على ممارسات الاستدامة عبر تقليل الإهدار وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير والاستخدام الحكيم للموارد الطبيعية.
أبرزت المحطة الثالثة، التي تحمل عنوان "الابتكارات والحلول"، اكتشاف حي بن يقظان للنار ومهاراته في التكيف مع مشاعر الفقد والحرمان، مع تشجيع الأطفال على الاعتماد على أنفسهم والإبداع في مواجهة التحديات استلهاما من صمود حي بن يقظان وبراعته.
وفي المحطة الرابعة، محطة "التناغم مع البيئة"، تعرف الزائرون على ارتباط حي بن يقظان العميق بالطبيعة، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على البيئة وصونها، وضرورة العيش في توازن مع الطبيعة وتبني عادات صديقة للبيئة.
وفي المحطة الأخيرة "بلوغ الحكمة"، استكشف الزائرون تطور علاقة "حي بن يقظان" السامية بالطبيعة والكون مع التأكيد على العيش المستدام وضرورة السعي الدؤوب للمعرفة عبر التفكير والاستكشاف.