أكد أطباء في بريطانيا، أنه يمكن لمرضى سرطان الأمعاء الذين يعانون من شذوذ وراثي معين، أن يحققوا نجاحا أكبر في التغلب عليه، باستخدام دواء "يذيب" الأورام، مما يلغي في كثير من الأحيان لجوءهم إلى الجراحة والعلاج الكيميائي.
وتابعت الدراسة الجديدة 32 مريضا يعانون من المرحلة الثانية أو الثالثة من سرطان الأمعاء، ما يشير إلى أن لديهم مستوى عال من الخلايا الناقصة، مع عدد كبير من الطفرات الجينية.
وتلقى المرضى دواء "بيمبروليزوماب" المعروف أيضا باسم "كيترودا"، لمدة 9 أسابيع، بدلا من العلاج الكيميائي قبل الجراحة، وفي نهاية تلك الفترة، لم يبق لدى 59% من المرضى أي سرطان في أجسادهم، بينما تم إزالة السرطان المتبقي لدى 41% الآخرين بنجاح.
ويزعم الأطباء أن "بيمبروليزوماب" يحجب بروتينا محددا على سطح الخلايا، مما يجبرها على البحث عن الخلايا السرطانية وتدميرها، كما أنه يوفّر على المرضى المعاناة من العلاج الكيميائي بعد العملية، والذي يمكن أن يكون مرهقا للغاية لأجسادهم.
وقادت الدراسة جامعة كوليدج لندن، ومؤسسة كريستي للخدمات الصحية الوطنية في مانشستر، ومستشفى جامعة سانت جيمس في ليدز، ومستشفى جامعة ساوثامبتون، وجامعة جلاسكو، وتم عرضها في أكبر مؤتمر للسرطان في العالم للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري.
وفي هذا السياق، أوضح كبير الباحثين في التجربة واستشاري الأورام الطبي في مستشفى جامعة كوليدج لندن، الدكتور كاي كين شيو، أن "العلاج المناعي [مثل بيمبروليزوماب] يمكن أن يجعل الأورام تختفي قبل الجراحة، فإذا قمت بإذابة السرطان قبل الجراحة، فإن فرص البقاء على قيد الحياة تضاعف 3 مرات".
وواصل: "إذا كان لدى المرضى استجابة كاملة لـ"بيمبروليزوماب"، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفة فرصتهم في البقاء على قيد الحياة".
ويستخدم عقار "بيمبروليزوماب" بالفعل لعلاج مجموعة متنوعة من أنواع السرطان المختلفة، بما في ذلك سرطان الرئة والرأس والرقبة والمعدة، وسرطان عنق الرحم، فضلا عن أنواع معينة من سرطان الثدي وسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين وسرطان الجلد.
وهناك ما يقرب من 15٪ من مرضى سرطان الأمعاء لديهم التركيب الجيني، الذي يشير إلى أن "بيمبروليزوماب" سيكون فعالا بالنسبة لهم.
ويعد سرطان الأمعاء هو ثاني أكثر أنواع السرطان فتكا، إذ يقتل حوالي 900 ألف شخص سنويا.