يلجأ كثير من الآباء إلى إلزام أطفالهم بممارسة الرياضة أملا في إيجاد حل فعال لمشكلة السمنة، لكن –وبحسب باحث بريطاني- فإن الرياضة وحدها لا تكفي لحل تلك المشكلة.
إذ قال باحث من جامعة برادفورد البريطانية إن التركيز على الرياضة وحدها لا يساعد الأطفال لكي ينشطوا بدنيا بمستويات أعلى من ذي قبل.
وأوضح البروفيسور أندرو دالي-سميث أن الرياضة يُنظر إليها كـ "حاجز أمام التحسّن" من قِبل الأطفال الذين لا يجدون متعة في المشاركة في الألعاب الرياضية، لاسيما الألعاب المنظمة.
ومن أجل الوقوف على أسباب خمول التلاميذ وارتفاع معدلات السِمنة فيما بينهم، اتخذ دالي سميث، الخبير في مجال صحة الطفل، من 50 مدرسة في مدينة برادفور شمالي إنجلترا ميداناً لدراسته.
وتقول الإحصاءات الرسمية في المدينة، إن واحدا من بين كل خمسة أطفال في السنة التمهيدية للمدرسة يعانون السِمنة أو الوزن الزائد، في مقابل واحد من بين كل ثلاثة يعانون السِمنة في نهاية المرحلة الابتدائية.
أثر الرياضة
وقال دالي-سميث لبي بي سي، إنه أراد أن يتثبت من أثر بعض التغييرات في أسلوب الحياة بشكل عام على صحة الطفل، بخلاف تشجعيه على الاشتراك في الأندية الرياضية.
ونقل البروفيسور عن مديري المدارس القول إن الألعاب الجماعية لم تكن دائما فعّالة في مساعدة التلاميذ على الاستمتاع بممارسة الرياضة.
وقال دالي-سميث إن "التأكيد على التغذية الصحية في المدارس يعدّ أولوية من أجل خفض مستويات السِمنة، لكن هناك أيضا حاجة في المدارس إلى مساعدة التلاميذ على الإتيان بمزيد من الحركة".
وأضاف: "مما يؤسف له حقاً، أن إصرار الحكومات على التركيز على الرياضة يجعل الكثيرين من الأطفال والشباب يُحجمون عن النشاط البدني".
وتابع البروفيسور: "ليس بالانضمام لنادي رياضي، إنما بالحرص على الإتيان بحركات بدنية، جنباً إلى جنب مع اختيار أسلوب حياة جيد – كاتباع حمية غذائية صحية – ويتعين مراعاة ذلك في المدارس".
طرق بديلة
وأشار دالي-سميث إلى طرق بديلة لحثّ التلاميذ على النشاط البدني، ومن تلك الطرق أن تشتمل الحصص التعليمية على حركات بدنية.
وكان مجلس بلدية برادفورد قد جمع بيانات من أولياء التلاميذ حول ما يأكله أبناؤهم، وذلك في محاولة للوقوف على أسباب ارتفاع معدلات السِمنة في المدينة.
وقال مسؤول الصحة تيم هاويلز: "في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، يلجأ معظم الناس إلى شراء أطعمة أرخص ثمناً، وهذه عادة غير صحية".
وقال البروفيسور مارك مون-وليامز من جامعة ليدز البريطانية، إن البيانات تشير إلى أن "الأطفال الذين يولدون في عائلات أكثر فقراً مرشحون لأن تكون صحتهم أكثر سوءا في سن الـ 70 بمعدّل يزيد 13 مرّة على نظرائهم الذين يولدون لعائلات أيسر حالا".
وأضاف مون-وليامز لبي بي سي: "من الضروري أن نبدأ في دعم الشباب وفي تغيير الأنظمة لتمكينهم من أن يحيوا حياة صحية وفي رفاهية".