كشفت دراسة علمية مهمة، عن الجدول الزمني المدهش من أجل استعادة صحة القلب والأوعية الدموية، بعد قرار الإقلاع عن التدخين والسجائر.
وتتبعت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "جاما" العلمية، 5.8 مليون شخص في كوريا الجنوبية، لفهم المدة التي يستغرقها القلب للشفاء بعد توقف الشخص عن التدخين، وحددت 8 سنوات من تدخين العلبة (يتم حساب سنة العلبة بعدد علب السجائر التي يدخنها الشخص يوميا مضروبًا في عدد سنوات التدخين) كمتوسط يفصل المدخنين الخفيفين عن المدخنين الشرهين.
وكان المشاركون من الذكور في الغالب، بمتوسط عمر 45.8 عاما، وكان حوالي 15.8% من المدخنين الحاليين، و1.9% من المدخنين السابقين، و82.2% لم يدخنوا قط.
وتتبع الباحثون هؤلاء الأفراد لمدة 4.2 سنة في المتوسط، وراقبوا تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب، وسجلوا بدقة تاريخ التدخين لكل مشارك، ولم يتتبعوا حالتهم الحالية فحسب، بل وعدد السجائر التي يدخنونها ومتى أقلعوا عن التدخين.
وتؤكد النتائج على التأثير المدمر للتدخين؛ فبالنسبة لأولئك الذين استمروا في التدخين، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل خطي مع كل عام علبة، وكان لدى المدخنين الذين يدخنون 30 علبة في العام ضعف خطر الإصابة بمشاكل مرتبطة بالقلب، مقارنة بمن لم يدخنوا قط.
وخلصت الدراسة، أن المدخنين الخفيفين، الذين تعرضوا لضربة تراكمية من الآثار السيئة للتدخين لسنوات، قبل أن يقرروا الإقلاع عن التدخين، استغرقوا من 5 إلى 10 أعوام أخرى حتى يشبه قلبهم قلب غير المدخنين، فيما استغرق المدخنين المفرطين ما يصل إلى 25 عاما لشفاء قلوبهم بعد الإقلاع عن التدخين.
ويوجه البحث العلمي رسالة واضحة: ليست كل قصص التدخين متساوية؛ فاعتمادا على كمية السجائر التي دخنتها، قد يستغرق طريقك إلى التعافي من أمراض القلب والأوعية الدموية ما بين بضع سنوات، إلى أكثر من عقدين من الزمان.