كشف باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد أن عنصر الليثيوم، المعروف طبيًا كمثبت للمزاج في علاج الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب، قد يلعب دورًا أساسيًا في حماية الدماغ من التدهور المرتبط بمرض ألزهايمر والشيخوخة.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature العلمية، أن الليثيوم موجود طبيعيًا في الجسم بكميات ضئيلة ويحتاجه الدماغ للعمل بشكل طبيعي، على غرار فيتامين "سي" أو الحديد. وعند خفض نسبته في النظام الغذائي لفئران التجارب، ظهرت لديهم علامات التهابات دماغية وتغيرات مرتبطة بتسارع الشيخوخة.
وفي فئران مُهيأة وراثيًا للإصابة بأعراض شبيهة بألزهايمر، أدى نقص الليثيوم إلى زيادة تراكم بروتينات لزجة تُعرف باللويحات والتشابكات، وهي السمات المميزة للمرض، بالإضافة إلى تسريع فقدان الذاكرة. بالمقابل، ساعد الحفاظ على مستويات طبيعية من الليثيوم في حمايتها من هذه التغيرات.
كما اكتشف الباحثون، وفق شبكة CNN الأمريكية، أن بروتين "بيتا أميلويد" يرتبط بالليثيوم ويحتجزه، مما يقلل الكمية المتاحة لخلايا الدماغ المسؤولة عن تنظيف هذه الرواسب. وعند إعطاء الفئران مركب "ليثيوم أوروتات"، الذي لا يرتبط بالبيتا أميلويد، تراجعت تراكمات البروتين وتحسنت وظائف الذاكرة لديها.
ورغم النتائج الواعدة، حذّر الباحثون من أن هذه التجارب أجريت على الفئران فقط، ولا ينبغي تناول مكملات الليثيوم دون إشراف طبي، نظرًا لمخاطر الجرعات العالية على الكلى خاصة لدى كبار السن.
ويستند الاكتشاف إلى دراسات سابقة، منها بحث دنماركي عام 2017 أظهر ارتباط مستويات أعلى من الليثيوم في مياه الشرب بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، وبحث بريطاني عام 2022 ربط استخدامه بانخفاض احتمالية الإصابة بألزهايمر بنسبة تصل إلى النصف.
ويأمل فريق هارفارد أن تمهد هذه النتائج الطريق لاختبارات وتشخيصات جديدة وربما علاجات وقائية لألزهايمر، وهو المرض الذي يؤثر على نحو 6.7 مليون شخص فوق سن الـ65 في الولايات المتحدة، وفق تقديرات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.