تولي دولة قطر اهتماما كبيرا بقضايا الاستدامة وحماية البيئة، ضمن رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى تحقيق توازن مستدام بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، من خلال دمج مبادئ الاستدامة في جميع القطاعات الحيوية، بما في ذلك تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وفي هذا الإطار، تواصل هيئة الأشغال العامة "أشغال" تنفيذ مشاريع تطوير البنية التحتية لأراضي المواطنين في المناطق الجديدة والقائمة؛ بهدف تحسين شبكات الطرق والربط بين المناطق، وتطوير خدمات البنية التحتية، وخلق أصول خضراء مستدامة، بما يسهم في تحسين جودة حياة السكان من مواطنين ومقيمين.
تنمية خضراء
وتضع "أشغال" مبادئ الاستدامة وحماية البيئة على رأس أولوياتها في جميع مشاريعها، من خلال إنشاء مسارات للدراجات والمشاة، ومناطق خضراء، وشبكات صرف صحي ومياه مطرية مستدامة، لتقليل الانبعاثات الكربونية والمساهمة في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، والحد من ظاهرة الجزر الحرارية والجفاف والفيضانات.
وفي هذا الصدد، قال المهندس سالم الشاوي المري، مدير إدارة مشاريع الطرق في "أشغال"، إن الهيئة لم تدخر جهدا في دعم ممارسات الاستدامة والمبادرات الخضراء، وألزمت جميع المعنيين بتطبيقها في مشاريعها، لما لها من أثر في حماية البيئة وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.
وأضاف المرى أن أشغال تهدف إلى تكون نموذجا يحتذى به محليا وإقليميا في هذا المجال، من خلال تبادل الخبرات وتبني أفضل الممارسات ودعم مبادرات المسؤولية المجتمعية التي تسهم في حماية البيئة وتقليل التكاليف على المدى الطويل.
وتترجم "أشغال" التزامها بمبادئ الاستدامة عبر إنشاء أصول خضراء ضمن مشاريعها، من أبرزها شبكات مسارات الدراجات الهوائية والممرات المخصّصة للمشاة، التي توفّر أنظمة نقل آمنة ومنخفضة الانبعاثات، وتشجّع على استخدام وسائل النقل المستدامة، بالإضافة إلى مناطق خضراء ضمن مشاريع الطرق والبنية التحتية، تساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتقليل ظواهر الجزر الحرارية والجفاف والفيضانات وتحسين إدارة مياه الأمطار.
وفي السياق، تقوم الهيئة بإنشاء شبكات لتصريف المياه السطحية والجوفية ومياه الأمطار ضمن مشاريع أراضي المواطنين، بما يعزز إدارة فائض المياه واستدامة الموارد المائية والقدرة على التكيّف مع الظواهر المناخية.
كما تشكل شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه المعالجة حلولا بيئية متكاملة تسهم في إدارة المياه والنفايات بشكل مستدام، حيث تُنقل مياه الصرف إلى محطات المعالجة لإزالة الملوثات وإعادة استخدامها في الري والعمليات الصناعية وتغذية المياه الجوفية، مما يقلل الطلب على المياه العذبة ويعزز مبادئ الاقتصاد الدائري والتنمية الحضرية المستدامة.
ابتكار مستدام
وفي مجال إعادة التدوير، تبنت "أشغال" عددا من المبادرات الرائدة التي تسهم في الحد من النفايات وخفض الانبعاثات الكربونية، تشمل إعادة تدوير الإطارات المطاطية القديمة واستخدامها في إنتاج البتيومين المعدل ببودرة المطاط (CRMB)، حيث تم خلال السنوات الخمس الماضية إعادة استخدام أكثر من 4,510 أطنان من مادة البيتومين المعدّل في رصف الطرق القائمة والجديدة ضمن مشاريع تطوير أراضي المواطنين، مما ساهم في زيادة متانة الأسفلت وتقليل الإزعاج المروري وتحقيق منافع بيئية.
كما أعادت الهيئة تدوير أكثر من 1.4 مليون طن من الأسفلت المقشوط من الطرق بين عامي 2020 و2024 لاستخدامه في مشاريع جديدة، إلى جانب إعادة تدوير ومعالجة أكثر من 44.3 مليون طن من مواد الدفان ونواتج الحفر خلال الفترة نفسها لاستخدامها في أعمال الردم وطبقات الطرق، مما أسهم في تقليل الاعتماد على المواد الخام الجديدة والحد من نفايات البناء.
وأسفرت جهود "أشغال" خلال الأعوام الأربعة الماضية عن إنشاء أكثر من 363 ألف متر مربع من المساحات الخضراء و995 كيلومترا من مسارات الدراجات والمشاة ضمن مشاريع تطوير الطرق والبنية التحتية لأراضي المواطنين، وذلك تأكيدا على التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتقديرا لهذه الجهود، حصدت الهيئة العديد من الجوائز العالمية والإقليمية في مجال الاستدامة، وأطلقت مبادرة "الجائزة الخضراء" لتشجيع المقاولين والاستشاريين على تبني أفضل الممارسات البيئية، وتشمل محاورها إدارة جودة الهواء، وإعادة استخدام المياه الجوفية، وخفض الانبعاثات الكربونية، وإعادة التدوير، وكفاءة استغلال التكلفة.
