أعلنت متاحف قطر عن افتتاح معرض "الفن الإسلامي: رحلة في دروب السناء"، والذي ينظمه متحف الفن الإسلامي بالتعاون مع المتحف الوطني الكوري في عاصمة كوريا الجنوبية سول.
ويشكل هذا التعاون علامة فارقة كونه يمثل أول عرض شامل لمقتنيات متحف الفن الإسلامي ذائعة الصيت في كوريا الجنوبية، حيث يأخذ المعرض زواره في رحلة استثنائية في تاريخ الفن والثقافة الإسلامية، متتبعة تطورها عبر أقاليم تمتد من إسبانيا غربا وصولا إلى الصين شرقا.
حضر الافتتاح سعادة السيد خالد إبراهيم الحمر، سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا الجنوبية، والسيدة شيخة ناصر النصر، مدير متحف الفن الإسلامي، والسيد يو هونغ جون، مدير المتحف الوطني الكوري، وعدد من المسؤولين في البلدين.
تحف فنية
ويضم المعرض الذي يتواصل حتى 11 أكتوبر 2026، ما يزيد على 80 تحفة فنية يمتد تاريخها على مدى 1400 عام، بما في ذلك مخطوطات قرآنية نفيسة وقطع من الخزف ومن الزجاج ومنسوجات وأدوات علمية، إلى جانب تحف مستمدة من الحياة الملكية، حيث يحتفي بالبراعة الاستثنائية والإبداع الفائق الذي يمتاز به الفن الإسلامي ومسار تطوره عبر القارات من خلال التجارة والبحث العلمي والابتكار الفني.
ويضمن المعرض ثلاثة أقسام لكل منها موضوع مميز تأخذ الزوار في رحلة استكشافية عبر الأبعاد الروحية والثقافية والتعبيرات الفنية للعالم الإسلامي، يحمل القسم الأول اسم " الإسلام والحياة الدينية في العالم الإسلامي"، يليه قسم "احتضان الثقافة الإسلامية وانتشارها"، ثم قسم "التوسع الشرقي للإسلام"، وعند نهاية الجولة في المعرض سيتمكن الزوار من معاينة نسخة معاد بناؤها رقميا لغرفة استقبال دمشقية يعود تاريخها إلى عام 1817، وهي الغرفة التي أعاد متحف الفن الإسلامي تصميمها وإنشاءها.
ويبرز المعرض قيمة الفن الإسلامي وأهميته خارج نطاقه الجغرافي والثقافي التقليدي، مسلطا الضوء على القيم المشتركة للأعمال الحرفية والخط العربي والتراث الذي يتردد صداه في جميع أنحاء العالم الإسلامي ويمتد إلى كوريا.
وبهذه المناسبة، أعربت شيخة ناصر النصر مدير متحف الفن الإسلامي، عن سعادتها بالشراكة مع المتحف الوطني الكوري والتعاون الوثيق الذي أثمر معرض الفن الإسلامي: رحلة في دروب السناء"، وهو ما يجسد التزام متاحف قطر برعاية الحوار الثقافي والتقدير المتبادل للتراث من خلال لغة الفن العالمية.
وأضافت: "وبينما نحتفل بالذكرى العشرين لتأسيس متاحف قطر، يمثل هذا المعرض شاهدا على مساهمتنا المستمرة ومواصلتنا مد جسور التبادل والتفاهم على الصعيد العالمي، لنحتفي معا بقوة الفن وقدرته على توثيق الروابط بين الشعوب وإلهام مسارات جديدة من التفاهم العابر للحدود".
مشاركة دولية
ومن جهته، قال السيد يو هونج جون، مدير المتحف الوطني الكوري : "يشكل هذا المعرض فرصة بالغة الأهمية للتعريف بروائع الفن الإسلامي من خلال شراكتنا مع متحف الفن الإسلامي في الدوحة، معربا عن أمله في أن يكتسب الزوار فهما أعمق للثقافة الإسلامية التي ازدهرت وتألقت على مدى العصور وامتدت عبر مناطق مختلفة من العالم، وأن يدفعهم المعرض للتأمل في تنوع الثقافات الإنسانية وأهمية قيمة التعايش فيما بينها".
أشرف على التقييم الفني للمعرض كل من الدكتورة منية شخاب أبو دية، نائب المدير للشؤون المتحفية في متحف الفن الإسلامي، والقيمة الفنية كانغمي كوون، والقيم الفني المساعد هييون كوون، والقيم الفني المساعد يونغوو كوون من المتحف الوطني الكوري.
وعلى هامش الافتتاح قدمت الدكتورة منية محاضرة بعنوان: "رحلة في دروب السناء – تقديم الفن الإسلامي من الدوحة إلى سيول" بهدف تزويد الجمهور بفهم أعمق للموضوعات المطروحة والمقتنيات المعروضة في معرض "الفن الإسلامي: رحلة في دروب السناء".
ويعكس المعرض التزام متاحف قطر المستمر بتعزيز التبادل الثقافي والتعاون الدولي، من خلال مبادرات مثل مبادرة الأعوام الثقافية، التي تربط قطر بالدول الشريكة في إطار برامج تبادل متواصلة.
ويأتي هذا المعرض أيضا في إطار فعاليات حملة "أمة التطور"، وهي حملة تستمر 18 شهرا تكرم المسيرة الثقافية لقطر على مدار الخمسين عاما الماضية، منذ تأسيس متحف قطر الوطني، وبتنظيم "قطر تبدع"، الحركة الوطنية التي ترسخ مكانة قطر كمركز عالمي للفن والثقافة والإبداع، تسلط حملة "أمة التطور" الضوء على المحطات الثقافية للدولة وتطلعاتها المستقبلية.
