أعلنت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، اليوم، أسماء الفائزين في دورتها السابعة، التي شهدت تنافسا قويا تجلى في مشاركة أفراد ومؤسسات معنية بالترجمة من 32 دولة.
وجاء الإعلان عن أسماء الفائزين عبر المنصات الرقمية للجائزة، التي تصل قيمتها الإجمالية إلى مليوني دولار وتتوزع على ثلاث فئات هي: جوائز الترجمة بواقع 800 ألف دولار، وجوائز الإنجاز بواقع مليون دولار، وجائزة التفاهم الدولي بقيمة 200 ألف دولار.
المركز الثاني
فقد توج بالمركز الثاني للجائزة في دورتها السابعة في فئة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية المترجم السوري معين رومية عن ترجمة كتاب /معجم العلوم الاجتماعية/ تحرير "كريغ كالهون"، بعد حجب المركز الأول لهذه الفئة، وفاز بالمركز الثالث المترجم السوري جمال إبراهيم شرف عن ترجمة كتاب /البراغماتيون الأمريكيون/ لـ"شيريل ميساك".
أما في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، فقد حصل المترجم عويمر أنجم على المركز الثاني عن ترجمته كتاب /مدارج السالكين/ لابن القيم الجوزية، ولم تُمنح الجائزة للمركزين الأول والثالث.
وفي مجال الترجمة من اللغة الصينية إلى اللغة العربية فازت بالمركز الأول يارا إبراهيم عبدالعزيز المصري، عن ترجمة رواية الحب في القرن الجديد لـ"تسان شُيِّيه" مناصفة مع إسراء عبدالسيد حسن محمد حجر وزميلاتها عن ترجمة /موسوعة تاريخ الصين/ من تحرير "تشانج تشي"، وحلّ في المركز الثالث حسانين فهمي حسين عن ترجمة كتاب /ثقافة الطعام الصيني/ لـ "شييه دينغ يوان". فيما حجب المركز الثاني.
الترجمة من العربية للصينية
أما في مجال الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الصينية فقد فاز المترجم الصيني "قه تي ينغ" (ماهر) عن ترجمة كتاب /البخلاء/ لـ"الجاحظ"، وجاءت الدكتورة "وانغ فو" (فريدة) وهي خبيرة في المجلس الوطني الصيني للأعمال اللغوية وخبيرة المشروعات العربية بالأكاديمية الصينية للترجمة في المركز الثاني عن ترجمة رواية /طوق الحمام/ لـ"رجاء عالم" .
وذهبت جائزة الإنجاز في الترجمة في اللغة الصينية إلى الباحث والكاتب الصيني "لي تشن تشونغ" (علي) عن مجموعة /بيت الحكمة للثقافة/ (مصر)، وفي فئات جوائز الإنجاز في ترجمات اللغات المختارة للدورة السابعة لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي فاز عن اللغة الأردية محمد طفيل هاشمي أستاذ الدراسات الإسلامية في /جامعة العلامة إقبال المفتوحة/ في باكستان ومن أهم ترجماته الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي، والباحث عبدالكبير محسن، وعن اللغة الأمهرية، /مؤسسة النجاشي للنشر والتوزيع/، والدبلوماسي والمترجم الأثيوبي حسن تاجو لجاس، وعن اللغة الهولندية، ريشارد فان ليون، وعن اليونانية الحديثة بيرسا كوموتسي مديرة /مركز الأدب اليوناني والعربي/ في اليونان، والمترجم المصري خالد رؤوف .
ومنحت جائزة الشيخ حمد للترجمة، جائزة تشجيعية لكل من المترجم والشاعر الأردني أسامة غاوجي، والدكتور فهد مطلق العتيبي أستاذ التاريخ القديم بقسم التاريخ بجامعة الملك سعود.
وأعرب الدكتور حسن النعمة الأمين العام لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، خلال كلمة له بهذه المناسبة، عن شكر وامتنان مجلس أمناء الجائزة، لراعيها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي سنها لتكون إضافة وعملا محمودا وصنيعا جميلا من أجل الثقافة والسلام في العالم.
د. حسن النعمة: لجائزة تمثل إسهاما من دولة قطر في إثراء التراث والفكر الإنساني وأنها تعتبر رافدا للعربية من أفكار الحضارات الإنسانية الأخرى
وأكد الدكتور النعمة، أن الجائزة تمثل إسهاما من دولة قطر في إثراء التراث والفكر الإنساني وأنها تعتبر رافدا للعربية من أفكار الحضارات الإنسانية الأخرى، كما أنها تمثل زادا معرفيا للفكر الإنساني في مختلف لغاته عن اللغة العربية الثرية وما أنجزته من إنماء للفكر الإنساني.
وقال إنه كما قدم العرب الأوائل آثارهم الخالدة في الحضارات فإننا اليوم نقدم منجزا إضافيا يسير في ركب الحضارة الإنسانية إسهاما وإكبارا لما قدمه الأقدمون، مشيرا إلى أن الجائزة تقدم عاما بعد عام أفكارا ستبقى خالدة تنير دروب البشرية لتتلألأ على جنباته أنوار التقدم والازدهار.
من جانبها قالت الدكتورة حنان الفياض المستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، في كلمة لها قبيل إعلانها أسماء الفائزين في الدورة السابعة: إن الحفل السنوي للجائزة صار عنوانا من عناوين الفكر والثقافة، وجسر سلام تعبر من خلاله الأفكار والثقافات.
د. حنان الفياض: ما نزال نستبين في كل عام إلى أي مدى يمكن للترجمة أن تكون طريقا لفك اشتباكات هذا العالم، وإحلال السلام محل العنف
وأضافت، ما نزال نستبين في كل عام إلى أي مدى يمكن للترجمة أن تكون طريقا لفك اشتباكات هذا العالم، وإحلال السلام محل العنف، وترسيخ مبادئ الانفتاح الحاذق والمتزن محل الانغلاق والعنصرية، منوهة بأن الترجمة كانت وما زالت أوسع باب من أبواب رفع الجهل عن ماهية الآخر، واستكشاف جوهره الإنساني، واستثمار ثقافته وفكره ووعيه في سبيل بلوغ عمل جمعي يخدم العالم أجمع.
وأوضحت أن فعل الترجمة يستقي قيمته من كل ما ينطوي عليه من قيم أخلاقية وفكرية وفنية عالية، تتطلب من المشتغل بالترجمة أن يكون صاحب علم ووعي وضمير حي، تشغله أمانة الكلمة أكثر من أي شيء آخر، ويقوده الإحساس بالمسؤولية إلى دفع المعرفة الأسمى بين يدي طالبيها، وهذا ما يجعل عمل الترجمة المتقن مستحقا للوقوف عنده لتكريم أهله الذين تفانوا في تقديم مشاريع ترجمية جديرة بأن تتصدر المشهد الثقافي العالمي، مؤكدة أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تبنت فكرة الالتفات إلى الترجمة وتكريم المترجمين الذين يضيئون وجه المعرفة ويقودونها نحو صورتها الإنسانية النبيلة.
الجائزة منذ انطلاقتها في عام 2015 لفتت نظر العالم إلى أن ما يجمع الإنسانية أكثر مما يفرقها وخاصة أنها حرصت على استيعاب كل لغات العالم
وأشارت إلى أن الجائزة منذ انطلاقتها في عام 2015 لفتت نظر العالم إلى أن ما يجمع الإنسانية أكثر مما يفرقها، وخاصة أنها حرصت على استيعاب كل لغات العالم، فغطت على مدى السنوات السبع الماضية لغات عديدة من أغلب قارات العالم، وعززت جهود المترجمين الذين يترجمون من العربية أو إليها، كما أنها أحاطت بكثير من المشاريع الترجمية التي كانت تنتظر الدعم والتشجيع لتستمر في إنتاجها الترجمي بما يعزز العلاقة بين تلك اللغات وبين العربية، فاحتفى هذا الموسم باللغة الصينية لغة رئيسة ثانية إلى جانب الإنجليزية، وبالأردية واليونانية والأمهرية والهولندية، تتنافس في فئة الإنجاز من العربية وإليها.