انطلقت اليوم الأربعاء منافسات المجموعة الثانية من بطولتي الحداق واللفاح، ضمن فعاليات مهرجان سنيار 2025 الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا احتفاء بالتراث البحري القطري وتعزيزا لهويتنا الثقافية الأصيلة، في محمية سيلين البحرية.
وتضم المجموعة 27 فريقا يتنافسون في أجواء حماسية وسط الطبيعة البحرية، خلال فترة صيد تبدأ مع الفجر وتمتد حتى غروب الشمس، حيث تنوعت حصيلة الصيد وفق ضوابط بيئية دقيقة ومعايير صارمة للسلامة.
سلامة وتنظيم
وتجرى المنافسات في ظل التزام صارم بالقوانين والتعليمات البيئية والرياضية التي اعتمدتها اللجنة المنظمة، وتشمل التقيد بمناطق الصيد المحددة، وأنواع وأحجام الأسماك المسموح بصيدها، إلى جانب الالتزام التام بمعايير السلامة البحرية طوال فترة الرحلة.
وتتابع غرفة العمليات في الميدان مجريات الصيد أولا بأول، بالتنسيق مع فرق الطوارئ والسلامة البحرية، لضمان سلامة جميع المشاركين.
كما تواصل اللجان الفنية ولجنة التحكيم أعمالها بدقة في استقبال وفحص المحاصيل السمكية واحتساب النتائج وفق المعايير المعتمدة، بما يضمن العدالة والشفافية في تحديد الفرق الفائزة.
وأوضح السيد سعيد الكواري، مدير العمليات في مهرجان سنيار 2025، أن غرفة العمليات في سيلين تعمل على مدار الساعة منذ انطلاق المهرجان، وفق منظومة متكاملة تضمن السلامة والتنظيم والانسيابية في جميع مراحل بطولتي الحداق واللفاح.
وأضاف: "جهزنا الغرفة بأحدث وسائل الاتصال والتنسيق، حيث تضم فرقا متخصصة من مختلف الجهات المعنية، تشمل فرق الطوارئ، والأمن، والدعم اللوجستي، والإعلام الميداني، وذلك لضمان الاستجابة الفورية لأي طارئ ومتابعة سير المنافسات لحظة بلحظة".
وأشار إلى أنه يتم الاعتماد على منظومة متقدمة من كاميرات المراقبة المنتشرة على طول ساحل سيلين وعلى المحامل المشاركة، للتأكد من الالتزام التام بشروط المسابقة وعدم تسجيل أي مخالفة.
تحدي البحر
وفي الوقت نفسه، تتابع الفرق من داخل الغرفة تحركات الفرق الميدانية والبحارة عبر الزوارق المخصصة، لضمان التقيد الكامل بالقوانين وتعليمات السلامة البحرية.
وأكد الكواري أن إدخال تقنيات متطورة لتتبع المشاركين وتنسيق عمليات الإبحار والعودة، يعكس المستوى العالي من الاحترافية في إدارة المهرجان، ويعزز من مكانة "سنيار 2025" كإحدى أبرز الفعاليات التراثية في المنطقة.
وشدد على أن سلامة البحارة والمشاركين تمثل أولوية قصوى، مشيرا إلى أن غرفة العمليات تعمل على مدار الساعة لتنسيق أعمال الرصد والتواصل وتقديم الدعم الفني واللوجستي، بما يضمن سير المنافسات بأعلى درجات الانضباط والسلامة.
من جهته، قال السيد جهاد الجيدة، رئيس لجنة التحكيم بالمهرجان: "لا يهدف مهرجان سنيار إلى إحياء تقاليد الصيد البحري فحسب، بل إلى ترسيخها كجزء حي من هويتنا الوطنية، وتعليم الأجيال الشابة أهمية التراث وربطه بالمعاصرة".
وأضاف أن مهرجان سنيار هذا العام يشهد تنافسا محتدما بين الفرق المشاركة، حيث يتطلع الجميع إلى اقتناص أحد المراكز الأولى في بطولتي الحداق واللفاح، لافتا إلى أن هذه المنافسة الشرسة تجسد روح التحدي والإصرار التي نعتز بها في تراثنا البحري، حيث يضع كل فريق استراتيجيته الخاصة ويعتمد على خبرة البحارة ومهارة التعامل مع ظروف البحر المتغيرة.
ومن المقرر أن تختتم المنافسات يوم غد الخميس، على أن تعلن النتائج وتتوج الفرق الفائزة خلال حفل القفال الكبير، الذي سيقام في الساعة الرابعة من مساء بعد غد الجمعة على شاطئ كتارا، بحضور واسع من الأهالي والأطفال ومحبي التراث البحري، في أجواء احتفالية تراثية تعكس أصالة المجتمع القطري وصلته الوثيقة بالبحر.
