تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، افتتح سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة، اليوم، القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، والتي تستضيفها دولة قطر، ممثلة بوزارة الصحة العامة، وتستمر يومين.
ويشارك في القمة، التي تعقد تحت شعار "النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية"، عدد من أصحاب السعادة الوزراء، وممثلو الدول والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالصحة النفسية، إضافة إلى خبراء ومتخصصين من مختلف مناطق العالم.
أهمية القمة
وأكد سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة في كلمته الافتتاحية أهمية القمة الوزارية "للعمل معاً من أجل النهوض بالصحة النفسية في جميع مناطق العالم، من خلال رؤية بمنظور مشترك لمستقبل أكثر صحة وشمولاً".
وزير الصحة العامة: قطر تولي اهتماما كبيرا للصحة العامة، في إطار الحرص على ضمان صحة ورفاهية السكان
وقال سعادته إن دولة قطر، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تولي اهتماما كبيرا للصحة العامة، في إطار الحرص على ضمان صحة ورفاهية السكان، وإنه من خلال رؤية قطر الوطنية 2030 يتم تعزيز العمل لضمان صحة السكان البدنية والنفسية على حد سواء، حيث تم إطلاق استراتيجيات وأطر وطنية مخصصة لتعزيز الصحة والعافية النفسية الجيدة للسكان من خلال تطوير نظام متكامل يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت والمكان المناسبين.
وأضاف أنه ضمن نهج الصحة في جميع السياسات، تم العمل على تضمين الصحة النفسية في جميع القطاعات والمجتمع ككل، كما تمت مواءمة الجهود الوطنية مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وخصوصا الهدف الثالث المتمثل في الصحة الجيدة والرفاه.. مشيرا إلى أنه على الصعيد الدولي ومن خلال الدور الفاعل لدولة قطر لإحلال الأمن والاستقرار في العالم، فإن دولة قطر حريصة على العمل مع شركائها الدوليين لمنع الأزمات الدولية، أو معالجتها وتخفيف آثارها، وتعمل كذلك على دعم السياسات التنموية طويلة المدى لخدمة السكان مع التركيز على الفئات الأكثر حاجة للرعاية.
تحديات دولية
وأكد سعادته على ضرورة إيلاء الصحة النفسية اهتماما دوليا أكبر خصوصا في ظل التحديات الدولية والأزمات الإنسانية غير المسبوقة، كما أوضح أن التقديرات تشير إلى زيادة الاضطرابات النفسية، مشيرا إلى أنه نتيجة للتفاعل المعقد بين الاستعدادات الوراثية والعوامل الاجتماعية والبيئية، والصعوبات الاقتصادية، وحالات الطوارئ الإنسانية، والآثار بعيدة المدى للصراعات، تزداد الحاجة إلى خدمات فعالة للصحة النفسية يمكن الوصول إليها في جميع أنحاء العالم، انطلاقاً من الإيمان بأن الصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان، ويجب أن يكون في صميم السياسات العامة والعمل الجماعي.
القمة تعمل على استكشاف كيفية ترجمة الالتزامات إلى إجراءات قوية تشمل الحكومات والمجتمع ككل
كما أكد سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود أن القمة الوزارية تعمل على استكشاف كيفية ترجمة الالتزامات إلى إجراءات قوية تشمل الحكومات والمجتمع ككل، مشيراً إلى أن خطة عمل منظمة الصحة العالمية الشاملة للصحة النفسية 2013 - 2030 توفر مخططاً عالمياً يتم تفعيله من خلال المبادرات الإقليمية، مثل خطة العمل الإقليمية في شرق المتوسط للصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في حالات الطوارئ 2024 - 2030، والجهود الرائدة لتعزيز إجراءات الصحة العامة والتي من شأنها إحداث تحول في الصحة النفسية لصالح الجميع.
كما استعرض سعادته عددا من الموضوعات الرئيسية التي تناقشها القمة الوزارية، والمتمثلة في الاستثمار في الصحة النفسية، والابتكار والحلول الرقمية، والإنصاف والشمولية، والتعاون وتبادل المعرفة، إضافة إلى الاندماج في سياسة أوسع نطاقاً من خلال تأكيد الالتزام بتضمين الصحة النفسية في أطر التنمية المستدامة والتغطية الصحية الشاملة والاستراتيجيات الوطنية، مع الاعتراف بدورها الأساسي في الازدهار الاقتصادي والتماسك الاجتماعي والأمن العالمي.
وأكد ثقته في أن القمة، والتي تعقد لأول مرة في الشرق الأوسط "ستسهم في تعزيز المسيرة المشتركة، وستمثل نقلة نوعية استكمالاً لمنجزات القمم السابقة، والتي ساهمت في تعزيز التعاون الدولي، وإقامة شراكات فعالة، كما أكدت على الحاجة الملحة إلى تعزيز الاستثمار في الصحة النفسية باعتبارها أساساً للصحة العامة والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة".
ودعا سعادته في ختام كلمته إلى العمل معا في الهدف والرؤية لتعزيز الصحة النفسية، خاصة أن القمة الوزارية تعتبر مناسبة هامة لتأكيد الالتزام بالاستثمار والابتكار والإنصاف، والعمل المشترك لتحسين خدمات الصحة النفسية لجيلنا الحالي والأجيال القادمة.
واقع الصحة النفسية
من جانبها، تحدثت سعادة السيدة أمينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمة مسجلة، عن واقع الصحة النفسية على المستوى العالمي والحاجة إلى تحرك قوي لتحسين الصحة النفسية للجميع وجعلها ركنا أساسيا ضمن التغطية الصحة الشاملة، مؤكدة أهمية الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية و أن الصحة النفسية حق إنساني عالمي ومسؤولية مشتركة.
مدير عام الصحة العالمية: القضايا التي تناقشها القمة تجسد العديد من التحديات الرئيسية التي تواجه الصحة النفسية عالميا
ومن ناحيته، أكد سعادة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في كلمة مسجلة أيضا، أن القضايا التي تناقشها القمة تجسد العديد من التحديات الرئيسية التي تواجه الصحة النفسية على الصعيد العالمي، ومنها استثمار التكنولوجيا الرقمية والوقاية من آثارها السلبية، وتمويل وتوسيع نطاق التدخلات الفعالة في مجال الصحة النفسية وخصوصاً أثناء حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية.
وأشار إلى أن هذه القضايا نوقشت في الاجتماع رفيع المستوى المعني بالأمراض غير الانتقالية والصحة العقلية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، منوها بتعهد رؤساء الدول والحكومات بتوسيع نطاق الحصول على رعاية الصحة النفسية ليصل إلى 150 مليون شخص إضافي بحلول عام 2030، فضلا عن الاتفاق على تدابير مكافحة الانتحار وحماية الصحة النفسية للشباب
كما أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية أن هذه القمة تعتبر منصة مهمة للعمل على التعهدات التي قطعتها الدول من خلال تقديم حلول ملموسة، وتحديد أولويات الاستثمار، وتعزيز التعاون الدولي، موضحا أنه " لا توجد صحة دون صحة نفسية."
وخلال حفل الافتتاح تم عرض فيديو حول قضايا الصحة النفسية الرئيسية حول العالم وأهمية القمم الوزارية للصحة النفسية في توحيد جهود الدول للعمل المشترك للنهوض برعاية الصحة النفسية على المستوى العالمي.
برنامج حافل
وتتضمن القمة الوزارية برنامجاً حافلاً من الجلسات والفعاليات، بما في ذلك حلقتان نقاشيتان وست ورش عمل إضافة إلى عدد من الأنشطة المصاحبة، حيث يناقش المسؤولون وصانعو السياسات والمختصون قضايا الصحة النفسية الملحة لوضع استراتيجيات بشأنها على مستوى العالم. ويبلغ عدد المتحدثين في القمة 64 متحدثاً محلياً ودولياً.
وتهدف القمة إلى معالجة الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان تماشياً مع قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الصحة النفسية وحقوق الإنسان، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتسعى القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية إلى تسهيل تبادل أفضل الممارسات، ومناقشة الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ لتحسين تنفيذ نماذج الصحة النفسية المجتمعية، وخصوصاً من خلال الحلول الرقمية، وإعداد قرار عالمي بشأن الصحة النفسية، وتعزيز الاستثمار في البحث والابتكار في مجال الصحة النفسية.